يحكى أن هنود شوار،كانوا يقطعون رؤوس اعدائم، ويقلصونها إلى أن تصبح بحجم راحة اليد، ويخيطون شفتيهم بخيط لا يتعفن، خوفا من عودتهم للحياة وللكلام لأنهم يعرفون أن المهزوم لا يهزم بشكل كامل.
هكذا هو حال العدو الصهيوني، يقوم كلما نظر إلى ايدي الفلسطيني الأسير وهو يكبل ومع ذلك أصابعه ترقص وترسم شارة النصر، وتتحدث لغة لا يعرفها سوى شعب المقاومة، لأن المقاومة هي مدرسة يتعلم فيها الشعب حروف الأصابع.
لم يجد العدو الصهيوني في الجدار الفاصل ولا في السجن المؤبد، ما يؤمن بقاءه. جن جنونه وحول فضاء غزة لعواصف الصواريخ والقاذفات اليومية، وفقدت السماء، على أكبر سجن في العالم، عقلها.. وظلت تمطر بلا مطر.. وخارج النوافذ الحرة لا أحد يهتم.. يتم اختبار جميع منتوجات الشر البشري، الفتاكة والقاتلة، في أجسام شعب، بأطفاله وشيوخه ونسائه ومرضاه، ومراهقيه، وشبابه.. شعب لا يقبل الرضوخ على أصغر رقعة تضم ما يزيد عن مليونين ونصف من البشر. يريدونهم اجسادا متفحمة، ليحرموا حتى الديدان من العيش خوفا من ان تنبت حياة اخرى من جيناتهم.
لا أحد يهتم باحمرار البحر على شواطئ غزة، وتحولها كل يوم لنسخة ل"يوم القيامة". فأخبارها على مسمع العالم لا تختلف عن النشرات الجوية. ساد عالم لا يرى، لا يسمع، لا يتكلم، لا يهتم.. ونشرات النسيان، وشهود الصمت، تبتلع الجريمة..
هكذا خصبوا الأرضية لمؤامرة كبرى.. مؤامرة وضعت ورتبت من قبل لمشاريع ما بعد الدم... لما تبقى منهم.. تشيد على الأجساد المتفحمة وعلى قبور اطفال غسلوا بدماء الموتى.