07‏/12‏/2023

إبراهيم المباركي// معركة إسقاط "النظام الأساسي" تسجل مسيرات للتاريخ

 


خرجت الشغيلة التعليمية يوم أمس الأربعاء، 06 دجنبر 2023، للانتفاض والاحتجاج مرة أخرى في الميادين والساحات،

 تجسيدا للبرنامج النضالي الذي دعا له التنسيق الوطني لقطاع التعليم المتمثل في خوض إضراب عام وطني في قطاع التعليم أيام ، 05- 06- 07 - 08 دجنبر 2023, المتزامنة مع العطلة البينية الثانية، مع تنظيم مسيرات احتجاجية بثلاثة أقطاب: قطب طنجة، قطب فاس وقطب مراكش. كاستمرار لمعركتها البطولية الرامية إلى إسقاط "النظام الأساسي" المشؤوم، دفاعا عن الحق في الوظيفة والمدرسة العموميتين التي يريد النظام القائم من خلال مخططه الرجعي المملى من المؤسسات المالية الاستعمارية، في شخص صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، الإجهاز التام على الحق في الوظيفة العمومية، ومعها حقوق ومكتسبات الشغيلة التعليمية التي حصنتها بنضالات وتضخيات مريرة، والآن   يراد الزج بها خارج  نظام الوظيفة العمومية على شاكلة القطاع الخاص وتحويل الشغيلة من موظفين عموميين إلى أجراء ومياومين بالقطاع الخاص، في أقف الإجهاز النهائي على التعليم المجاني. وكيف لا والنظام عازم كل العزم على تفويت التعليم للوبيات الرأسمال.

إن خروج الشعيلة التعليمية اليوم في مسيرات الأقطاب بعشرات الآلاف للاحتجاج  تحت شعار لا عودة عن إسقاط النظام الأساسي المشؤوم، تستمر وزارة التربية الوطنية ممثلة النظام القائم في تعنتها وهروبها إلى الأمام ضاربة عرض الحائط مصلحة ستة ملايين من المتمدرسين والمتمدرسات من أبناء الشعب المغربي ،  في حقهم في التحصيل الدراسي لمدة تقارب الشهرين.

 بل اكثر من ذلك اختارت أسلوب الضحك على ابناء شعبنا من خلال ما عرف بمهزلة ما يعرف بالدعم التربوي الذي لجأت إليه وزارة  التربية الوطنية خلال هذه العطلة  بإشراف جمعيات مشبوهة وأشخاص غرباء لا تربطهم أية صلة بالمجال التربوي، لتتبين عمق ديماغوجية شعاراتها المرفوعة من قبيل مصلحة المتعلم، مدرسة الجودة، والريادة، وغيرها من الأكاذيب والتضليلات. فكيف ياترى يتم الحديث عن الدعم أو ما شابه ذلك والمتمدرسين والمتمدرسات لم يتلقوا معارف وتعلمات قبلية داخل الفصول الدراسية، ولم يتم إرساء موارد جديدة، بسبب الإضرابات المتتالية؟! إن الدعم والمعالجة يأتي بعد إرساء الموارد والتعلمات. إنها قمة الاستهتار والعبث بمصلحة المتعلمين والمتعلمات من أبناء الشعب المغربي.

  إن ما يمارس في حق هؤلاء التلاميذ  يعتبر جريمة  تنضاف إلى جرائم أخرى متعددة في حق أبناء وبنات الشعب المغربي، والغرض من مهزلة ما يسمى ب"الدعم  التربوي"  هو كسر شوكة معركة الشغيلة، وإسكات غضب الأسر، والشعب المغربي عامة، وإيقاف حركات الاحتجاج الواسعة التي جسدها آباء وأولياء التلاميذ وكذلك محاولة إيهامهم أنه سيتم استدراك الأمر، عبر هذه الحلول الترقيعية. إنه دليل آخر بأن هذا النظام لا تهمه مصلحة أبناء شعبنا.

لقد عبرت الشغيلة التعليمية اليوم في كل من مدن طنجة ، فاس ، مراكش عن إيمانها القوي بعدالة ومشروعية  مطالبها، وعلى رأسها إسقاط "النظام الأساسي" المشؤوم، وبالتزامن مع الحوار المشبوه الذي أجري اليوم الأربعاء  06  دجنبر  2023 بين الوزارة والقيادات النقابية الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023 الخياني، كاستمرارية لمهزلة جولات المناورات، في شخص الحوارات الماراطونية، بهدف الالتفاف على المعركة وتوفير شروط تشتيت وحدة الشغيلة.

 واليوم، كان الرد  قويا ميدانيا على كل هذه المساومات الرخيصة التي تقوم بها القيادات المافيوزية  مع النظام القائم  في شخص الحكومة، من  أجل كسر  شوكة المعركة وإيقاف الاحتجاجات.

فمسيرات اليوم بمثابة رسالة قوية لمن يهمهم الأمر، أنهم مهما حاولوا وأبدعوا في أساليب المناورة والخداع بهكذا حوارات، فإن الشغيلة التعليمية لن تنطلي عليها هذه الأساليب الماكرة فهي ماضية بكل ثبات على درب إسقاط نظام المآسي، ومستمرة في معركة استرجاع الحرية والكرامة، عبر النضال بلا هوادة في الساحات والميادين إلى حين الاستجابة لكافة المطالب العادلة والمشروعة الشغيلة التعليمية.

 كانت مسيرات اليوم، مسيرات للتاريخ.. مسيرات التحدي، والمضي على درب التضحية.. كانت دروسا من البطولة والصمود رغم القمع والتهديد، والاقتطاعات من الأجور/السرقات الموصوفة وغيرها،.. إنها تعبير  واضح  أن الشغيلة التعليمية وصلت لمرحلة اللاعودة إلى الوراء.. إنها مسيرات تلفظ الفتات وكل أسلوب يرمي لشراء الأستاذ.. إنها جواب ميداني على مناورات النظام والقيادات النقابية الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023 الخياني  وعلى العروض المسقفة بشعارات الحكومة الممثلة للنظام القائم، من قبيل "التجويد ثم التجميد"، "تحسين دخل الشغيلة عن طريق الزيادة في الأجور".. وغيرها من النقط التي لا تتجاوز الخطوط المرسومة من الوزارة بهدف الحفاظ على جوهر هذا "النظام الأساسي" المشؤوم  الهادف الى الإبقاء  على جوهر التعاقد  وتكريسه لإقبار  الحق في الوظيفة العمومية وجعل كل الشغيلة التعليمية قدامى وجدد  بدون استثاء  أجراء  مفروض عليهم التعاقد داخل هذا النظام البئيس الذي يعتبر خارج نظام الوظيفة العمومية.

إن التحدي لازال مفتوحا أمام الشغيلة التعليمية لان العدو مصر على تنفيد توصيات القوى الاستعمارية، لهذا لا مناص اليوم، لمواجهة هذا الهجوم، إلا برص الصفوف والوحدة النضالية الميدانية المبدئية بعيدا عن الانتهازية والانتظارية، وتحصين المعركة من كل أشكال التشتيت والتفتيت.


    عاشت نضالات الشغيلة التعليمية
    الخزي للقيادات النقابية المافيوزية




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق