02‏/03‏/2024

نعيمة البحاري// يوم الجوع والنار ورقم ثلاثون ألف شهيد

 

 قتل بالجملة أمام عدسات العالم يوم أظلمت العيون من الجوع، وعم الصمت كأن الارض يسكنها أهل القبور.. 

قذائف الدبابات تتصيد ناس في صراعها ضد الجوع وهم ينتظرون شاحنات الطحين من أجل توفير رغيف خبز لوقف زحف الموت بالمجاعة، وأشرطة تبث مشاهد المجزرة عبر وسائل الإعلام أمام أنظار شعوب العالم دون أي خوف، في تحد لما تبقى من ضمير إنساني على هذا الكوكب.. 

بهذه الطريقة اختار الاحتلال الصهيوني وحلف شمال الاطلسي وأمريكا والاتحاد الأوروبي تحطيم رقم 30 الف شهيد في مذابح غزة، حيث ارقام القتل لها وقع بارد على الضمير العالمي، وهم يواصلون المفاوضات لوقف المجزرة.

 يقتلون ويفاوضون، يقدمون قشرة من الجزرة ويدفعون بالعصا إلى الامام.. ليوصلوا رسائل لكل الشعوب المقهورة، من خلال مجازر الذبح في فلسطين وفي اوكرانيا، تقول إما الخضوع لنظام النهب إما الهمجية.. 

إنها الحرب على الشعوب، إنها الابادة،.. الهمجية الدولية تجهر بالواضح المكشوف أنها في عملية إبادة جماعية بغزة. فمن لم تقتلهم قنابل الصهاينة المسندين بحلف شمال الأطلسي وأمريكا والاتحاد الأوربي والأنظمة الرجعية بالمنطقة، حيث الكل متواطئ، ومن لم يقتلهم حصار الجوع، والبرد، والتشرد، والأمراض التي يحصدونها تحت الظروف البائسة في مخيمات النازحين.. ستصطادهم نيران القناصة الصهاينة المنتشرين وسط القطاع.. أو يقعون بين مخالب شركاتهم المجهولة لسرقة أموالهم وترحيلهم.. 

إنها الإبادة الجماعية.. إنه التهجير.. إنه النهب.. إنها اهداف من إنجازات الحرب، وليس بالطبع "إبادة حماس" كومبارس الانظمة الرجعية والامبريالية في فلسطين، ولا إطلاق سراح الرهائن، ولا "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس" كما يروجون على أبواق واشنطن التي تسكن المنطقة ومحللوها العبيد. 

كل لصوص العالم اعترفوا منذ ما يزيد عن 70 سنة ب"حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، أي بحقها في تهجير الشعب الفلسطيني وإبادته ومصادرة اراضيه، واعتقال أبنائه وإبادتهم وتجويعهم وقتلهم بدماء باردة.. واليوم تحت المذابح وبدعم على جميع المستويات لجريمة الإبادة، يدفعون بمفاوضات من أجل "الهدنة" تجيز للكيان الصهيوني إبادة كل فلسطيني يشتبه أن عمره يؤهله لحمل السلاح. 

وهذا هو العنوان العريض لما يقال عنه استمرار المفاوضات والضغوط الأمريكية لإخراج اتفاق الهدنة، كما كشفته وثيقة قمة باريس الثانية والتي تتضمن بند يشترط فيه الكيان الصهيوني "عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع باستثناء من هم في سن الخدمة العسكرية". لتؤهل الوضع، للكيان الصهيوني، بعد انتهاء الهدنة لاستكمال عمليات الإبادة في الجنوب. 

فمن خلال مذابح غزة، والمشاهد التي تستفز الضمير الإنساني والأخلاقي على هذا الكوكب، تقول الرأسمالية العالمية أنها حلف عالمي في الحفاظ على السيطرة على كل ثروات الكوكب،... إما الخصوع وإما الهمجية. 

فببساطة الكيان الصهيوني لن يستطيع تحقيق الهدف ولا الامعان في الجريمة  لو لم يحظى بالدعم الكامل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الأنظمة الرجعية بالمنطقة العربية والمغاربية. فلا نتوقع الأمنيات اليوم تحت الأعلام السياسية الخضراء والسوداء المستخرجة من المصانع الاستعمارية والمشمولة برعاية عبيد واشنطن ولندن، ومع ذلك نأمل لزحف الربيع، ربيع حقيقي، ربيع العمال والفلاحين الفقراء، وليس ربيع بوصفات الإمبريالية وعبيدها.

 




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق