09‏/05‏/2024

م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار العظيم للشعوب على الفاشية..

 

يوم 9 ماي 1945 رفرفت عاليا راية الشيوعية فوق مبنى الرايخستاغ في قلب برلين.


في 9 مايو 1945، رفع الجيش الأحمر، وهو يقاتل نيابة عن كل شعوب الكوكب، وفي مقدمة قوى التحرر العالمية، علم العمال والفلاحين الأحمر على الرايخستاغ، ليعلن بذلك نهاية آخر معقل للنازية، وعن الانتصار العظيم والتاريخي للشعوب وقوى السلام والتحرر. واضعا النهاية للحرب العالمية الثانية بتوقيع ألمانيا النازية على استسلامها دون شروط. 


يوم سيبقى محفورا في ذاكرة الشعوب السوفياتية وكل شعوب العالم قاطبة، نظرا للتأثير الذي تركته الحرب على مجرى الصراع عبر العالم، بحيث كان يوما صارخا على ميلاد قطب ثاني على طرف النقيض للقطب الرأسمالي الذي عاث قتلا وفتكا واستعمارا على طول خريطة العالم.

فبعد الدمار والحصار الخانق الذي عاشته روسيا، الدولة الاشتراكية الفتية، من جراء هجوم الجيوش الألمانية عليها من شتى المحاور إبان الحرب الإمبريالية (الحرب العالمية الثانية)، وبعد أن وصلت تلك الجيوش الجرارة على اعتاب العاصمة الروسية وحصارها الخانق لمدينة ستالينغراد، لمدة 6 أشهر، بين 21 أغسطس 1942 و2 فبراير 1943، وكلفت زهاء مليونين من القتلى من الطرفين، تمكن الجيش الأحمر السوفييتي، بعد تضحيات جسام وصمود بطولي تاريخي، من اختراق خطوط الجيش الألماني من عدة جبهات وحصار ما تبقى منه داخل المدينة المنكوبة، ليعلن قائد الجيش الألماني السادس الاستسلام يوم 2 فبراير 1943، لتنطلق بعدها معركة تحرير باقي الأراضي ومحاصرة برلين إلى حين استسلامها.
فكل شعوب العالم تقر أن الفضل يرجع، في تحقيق النصر على الفاشية، للمساهمة الحاسمة للجيش الأحمر، والتضحية الهائلة للشعب السوفييتي تحت راية الحزب الشيوعي السوفياتي، الذي قدم لوحده، دون شهداء باقي شهداء الشعوب الاخرى، أكثر من 20 مليون شهيد، وكذا للإمكانات الكبيرة التي وفرها نمط الإنتاج الاشتراكي. وكان لستالين شرف القيادة لأعظم حرب عادلة في التاريخ..
وعلى الجهة النقيض، حيث لعبت الديمقراطية الاجتماعية الدور الأكثر قذارة في التاريخ بصعود هتلر.. أثبت، تاريخ الحرب العالمية الثانية، أن القوى الإمبريالية هي التي عززت ألمانيا هتلر اقتصاديًا وجهزتها عسكريًا بهدف سحق الاشتراكية ودفن النظام السوفييتي.
فما كان لهتلر ليصل الى السلطة دون دعم من الاحتكارات الألمانية، والاحتكارات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية التي دعمته ومكنته. ونفس الحال مع موسوليني بإيطاليا.

وبالموازاة ثبت في النضال التحرري البطولي في الحرب ضد النازية، أن قوة الشعوب المنظمة والمصممة على التضحية، لا تقهر. وتأكد أن البرجوازية، وأحزابها، تعمل في جميع الظروف ضد الشعب، لأن مصالحها الطبقية تتعارض مع مصالح الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الأخرى.
فلا غرابة أن يسعى الانتهازيون، في يومنا، على السير طبقا لإشارات الانظمة الرأسمالية العالمية، ومؤسساتها، والتي تبذل كل جهودها لتزييف تاريخ الحرب العالمية الثانية. لأنها تهدف إلى تشويه النضال التحرري الشعبي البطولي، والحط من المساهمة الهائلة للاتحاد السوفييتي والأحزاب الشيوعية، ومن أجل تشويه الدروس المستفادة من نضال الشعوب، الذي أدى إلى النصر العظيم على الفاشية.

إنهم يسعون إلى محو التاريخ الحقيقي وتعاليمه من الذاكرة التاريخية للشعوب، لأنها يمكن أن تصبح اليوم قوة مادية للنضال ضد نير الاستغلال، للمجتمع الرأسمالي الفاسد الذي يسبب الفقر والحروب والتهجير والتدمير للبيئة..
فمن يروج بكون الإمبريالية  هي من حسمت الحرب ضد النازية، وينخرط في حملة الأنظمة الإمبريالية لتجريم ستالين، فلينظر اليوم لمن يقف خلف فاشية العصر في شخص نظام كييف والكيان الصهيوني..
إن الإمبريالية والأنظمة الرجعية العميلة هي الحاضنة الطبيعية لكل قوى اليمين المتطرف.
تبرئ انظمة "الديموقراطية، والحرية، وحقوق الانسان" في أوروبا وأمريكا الكيان الصهيوني من جرائم القتل والابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ومن جرائم اقتلاعه من أرضه التاريخية، وتصنف جرائمه ك"حق الدفاع عن النفس" ضد شعب اغتصبت أرضه ويعيش تحت الاحتلال ويتعرض للترحيل والتدمير لكل البنية العمرانية بما فيها البنية الحيوية، وللتقتيل اليومي، حيث بلغ عدد شهدائه في ستة أشهر ما يزيد عن 36 الف شهيد، وما يزيد عن 77 الف جريح، أغلبهم من الأطفال والنساء ناهيك عن الىلاف من المفقودين تحت الأنقاض.   
فكل حروب الأنظمة الرأسمالية هدفها هو النهب  والحصول على الأسواق من اجل الأرباح الفائقة للمجموعات الاحتكارية، وبناء القوة الجيواسياسية، لتأمين مصالحها. لهذا لا تتردد الأنظمة الرأسمالية في قتل الناس. وما يجري على الأراضي الاكرانية والشرق الأوسط صورة للحروب الجارية بهدف السيطرة الجيوسياسية  والنهب. إن الأرباح والسيطرة الجيوسياسية هي "القيم" الحقيقية التي يدافع عنها كل نظام رأسمالي..

فتخليد يوم النصر على النازية هو تخليد لتضحيات الشعوب من أجل التحرر وتخليد ايضا لميلاد مرحلة جديدة في تاريخ البشرية، مرحلة أعادت الأمل لشعوب العالم الرازحة تحت نير الاستعمار الامبريالي، وفتحت الافق لتعاظم حركات التحرر العالمية التي جعلت من الفكر الماركسي اللينيني مرجعا في حروب التحرير. وترسخه كمنارة لتحرير الإنسان من نير الاستغلال والاستعمار الرأسمالي. 

ورغم انفراد الامبريالية بالسيطرة بعد الانهيار المؤسف للاتحاد السوفياتي، تبقى الاشتراكية هي الخلاص الوحيد للبشرية في ظل الهمجية والدمار والحروب المدمرة في وقتنا الراهن.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق