مكناس يريدون خنق اصواتها.. يريدونها تجربة في الخنق والترهيب..
مكناس مدينة تختنق بالظلم والتفقير..
هذا ما تتثبته الايام، وما ينكشف أمام صمود عمال وعاملات سيكوميك في اعتصامهم البطولي لما يزيد عن ثلاثة اشهر أمام فندق تعود ملكيته للباطرونا سارقة قوتهم..
كل اساليب الارهاب جائزة، وتجرب، لنسف معركة العاملات والعمال، وتحت رقابة الأجهزة القمعية..
وهذا ليس بالشيء الغريب على نظام تطبع على الجمر والرصاص، والخنق، والطحن والرفس، والدهس، والبلطجة..
النظام هو الراعي للإرهاب في حق العمال..
النظام هو المسؤول عن التشريد..
مع انطلاق المؤامرة ضد العمال قامت الشركة بالاجهاز على مالية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومستحقات التغطية الصحية واجور العاملات والعمال وقبل إغلاق الشركة سنة 2017 (خمس سنوات من الاشتراكات لصندوق الضمان الاجتماعي منذ التفويت وثلاث سنوات من اشتراكات التغطية الصحية لم تؤد. وبعدها جرى الإغلاق سنة 2017)، وحينها تدخل النظام، في شخص وزارة الداخلية، بعد سنة كاملة من احتجاجات العاملات والعمال، للإشراف على عملية الإنفاق من جيوب الكادحين، ما يفوق مليار فرنك من أجل سيكوميك لانقاذها.. بدءً بتنازل صندوق الضمان الاجتماعي عن الفوائد الناجمة عن التأخر في سداد المستحقات، إلى دعم من الجماعة الحضرية بالمدينة ب 200 مليون فرنك، و200 مليون فرنك من مجلس الجهة في عهد رئاسة امحند العنصر، تحت إشراف وزارة الداخلة، وكان الهدف هو إنقاذ الشركة، اي انقاذ رأس المال من الإفلاس، وحين وصل الوضع إلى ما وصل اليه، اصدرت المحكمة التجارية بفاس حكم تصفية الشركة، من أجل دفن الجثة وإخفاء نتائج الجريمة.. لكن الحقائق لا تخف مادام هناك اصوات لا تتوقف ليل نهار عن الصدح بها. وسؤال اليوم لما لم تتحمل اليوم الدولة مسؤوليتها في جريمة تشريد ازيد من 500 أسرة في مدينة واحدة يشهد لها بالفقر وانتشار البطالة؟!
في الواقع الحي يدعم النظام رأس المال ويوفر له ترسانة من القوانين ليحميه ويحمي ملكيته، ويحمي ارباحه، ويحميه من الانهيار، لكن حين نولي وجهنا للجهة الأخرى، أي للعمال المشردين دون حقوق لما يزيد عن ثلاثة سنوات، نجد أن النتيجة الوحيدة هي دعم الدولة لكل ما يساهم في خنق أصواتهم وتعميق فقرهم وتشريدهم، فالقوانين البئيسة التي اعدتها لهم تنص على إلقائهم للشوارع دون رحمة، وهذا يدل على اللامبالاة وبؤس القوانين/الجرائم التي شرعت وينفذونها..
هذا هو الواقع الذي تعجز كل أدوات التضليل عن حجبه.. إذا هكذا تدلل الدولة "رأس المال"، وكل من ينتسب لمجموعته وتخنق وتقمع وتشرد من ينتسب لمن لا يملكون سوى قوة عملهم..
إن صمود عاملات وعمال سيكوميك في معركتهم، لازيد من ثلاثة سنوات، يمكنهم من كشف، بصيغة أكثر وضوحا، أدوار النظام ومخططاته ضد الطبقة العاملة، وكيف يدير الصراع بهدف التخلص من العمال ونضالهم الذي يشكل "شوكة" له وعائقا أمام تنفيد مخططاته الإجرامية، وكيف تتموقع القيادات النقابية في المعادلة، وكيف تنكشف تجارتها وسمسرتها وخضوعها للنظام ومجموعات رأس المال.
المكتب النقابي للعاملات والعمال الذي كرس في السنوات الأخيرة، كل قواه للدفاع عن حقوق القاعدة، دون الخضوع لسياسة التدجين، والهيمنة، والتفكيك، التي انتهجهتها قيادة بيروقراطية الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، يجد نفسه اليوم في مواجهة بيروقراطية المركزية النقابية (كدش) التي قررت الرمى بهم للشارع، لاستكمال جريمة النظام والباطرونا، وتكثيف طعناتها بالشكايات الكيدية المرفوعة من قيادة الاتحاد المحلي لنقابة ك د ش بمكناس تجر بها بعض القواعد والمكتب النقابي لعمال وعاملات سيكوميك للمحاكم. وهكذا تمثل المعاناة عقابها والمبادئ خلودها، والتاريخ حقيقته.. وهكذا هي الملحمة التي تتطلب اتحاد كل من يحملون المبادئ والذين يعانون. وكل من يضع يده في يد الثلاثي، النظام والباطرونا والبيروقراطية، فهو عدو الاغلبية المضطهدة والمستغلة.
وبهذه المعركة فقط يمنع العمال والعاملات الدوس على حقوقهم،. فالنضال هو الذي يبقي قضيتهم، وكل قضية حية لا تموت.. والانخراط في هكذا معارك هو بوابة الالتحام بالمعنيين بالقضية..
إن معركة، عاملات وعمال سيكوميك، مستمرة بعزم وتحدي وحزمً، مع قدر أكبر من الوحدة والإيمان. والعاملات والعمال يكتشفون دوما أن معركتهم تحاك ضدها كل اساليب االمناورة، تتكالب عليها القيادات النقابية المفيوزية، وتواجه وستواجه مستقبلا اساليب متنوعة من القمع والارهاب وتحاك ضدها الدسائس في السر والعلن من اجل ثنيهم عن الدفاع عن حقوقهم المشروعة، لكن هذا لن يخيفهم. لقد واجهوا في الأشكال النضالية لهذه السنة، وفي السنوات الماضية، اصنافا عدة من المؤامرات من الثالوث الاجرامي، القيادة البيروقراطية للكنفدرالية الديمقراطية للشغل والباطرونا والنظام، ولم تجهض المعركة، وما استمرارهم في النضال لأزيد من ثلاثة سنوات سوى جواب، وتحدي، لمن يراهن على اجهاض فعلهم وقتل عزيمتهم..
إن معركة اليوم هي معركة مهمة في ظل التفقير المخطط له والهجوم على قوت الجماهير. إنها معركة لمنع النظام من إتمام جل الجرائم والمرور لمرحلة الدفن النهائي لقضية عمال وعاملات سكوم/سيكوميك وعائلاتهم، فمن واجب كل عامل وعاملة، وكل رجل عادي وامرأة عادية، بمكناس، وفي اي مدينة مغربية، وكل الاحرار المغاربة أينما تواجدوا استيعاب أهمية هذه المعركة والوقوف في صف معركة عاملات وعمال سكوم/سيكوميك بكل الاشكال الممكنة. ودعم صمودهم وتوفير مقوماته.
كل التضامن مع عمال وعاملات سيكوميك
كل التضامن مع عمال منجم بوازار
كل التضامن مع معارك أبناء شعبنا