2024/10/07

سمير لزعر// الصراع ضد البيروقراطية النقابية هو صراع ضد كل من يقف إلى جانب رأس المال



ممارسة البيروقراطية النقابية والسياسية تصب في خدمة رأس المال والانصياع لقرارات وتوجيهات القوى الاستعمارية الصادرة من مؤسساتها المالية ومنظماتها الساهرة على تأمين "السلم الإجتماعي" والاستغلال مثل منظمة العمل الدولية..

سياسة البيروقراطية هي سياسة المتاجرة في الشغيلة وفي كل قضايا الشعب.. وهذه الحقيقة هي خلاصات تاريخ الصراع في بلدنا وفي كل بلدان العالم. فالرهان على البيروقراطية أو الخضوع لسياساتها، هو خضوع لمصالح رأس المال وللامبريالية والرجعية..
إن فضح القيادات البيروقراطية وعدم الانصياع لسياستها الغارقة في الفساد والمساومة والعمالة، يعد موقفا مبدئيا لا يمكن التراجع عنه من طرف المناضل الملتزم بقضايا شعبنا.. صراع يقتضي الدفاع عن عمل نقابي جذري وملتزم بقضايا الطبقة العاملة، وكل الشغيلة، والانحياز لقضايا الشعوب.
الالتزام بقضايا الطبقة العاملة يقتضي من المناضل والتوجهات الجذرية فعلا تحطيم السياج الذي تفرضه قيادات المركزيات النقابية لاخضاع الطبقة العاملة..

فمن يناضل من أجل قضية الطبقة العاملة لا يأبه لمتاريس البيروقراطية وللاطارات المعتمدة في منع وحدة الشغيلة ووحدة أهدافها.
يجب أن نجهر بالحقيقة في وجه الأعداء، سواء تواجدنا وسط هذه المركزية أو تلك. فالسياسة المؤطرة للعمل النقابي من طرف القيادات النقابية، بهذه المركزية او تلك، في صالح الباطرونا والنظام بشكل عام والمراكز الامبريالية العالمية، وضد مصلحة الشغيلة وشعبنا بشكل عام. فصمت المناضل عن معاناة العمال هنا أو هناك، وعن معارك العمال مهما كانت انتماءاتهم النقابية، بدعوى عدم انتمائهم للمركزية التي ينتمي لها، هو خضوع مكشوف لسياسة القيادات البيروقراطية، وخدمة بوعي أو بدون وعي لمصالح الأعداء الطبقيين.
فلا معنى أن يعلن المناضل حماسه لتنفيد دعوة منظمة العمل الدولية لتخليد يوم 7 اكتوبر، يوم العامل،  وهو صامت عن واقع التشريد لعمال سيكوم/سيكوميك بمكناس، ولعمال طوب فوراج ببوازار، وعمال شركة “سوميا” للمصبرات بمراكش.. إنه انصياع بالمكشوف للبروقراطية.. إنه لون من ألوان البيروقراطية بوجه جديد..
إن من يدافع عن العمال لن يصمت عن الجرائم النقابية سواء في هذه المركزية أو تلك، لن يصمت عن التشريد بهذا القطاع أو ذاك، لن يصمت عن المعارك هنا أو هناك..
من يدافع عن الطبقة العاملة لن يقوم بالدعاية لمنظمة العمل الدولية دون توضيح للطبقة العاملة ماهية هذه المنظمة وما أهدافها وما هي ادوارها.. ومنظمة العمل الدولية أداة من أدوات الضبط في يد الرأسمالية العالمية لتكريس الاستغلال..
من يدافع عن العمال لا يمكن أن يصمت عن القمع اليومي لعاملات سيكوم/سيكوميك..
من يدافع عن العمال لن يتخلف عن التضامن والدعم لمعارك العمال.. 
من يدافع عن العمال يفترض فيه أن يكون حازما في كشف الخيانات وعدم الصمت عن الفساد الجاري وسط المركزيات النقابية..
فمصلحة الطبقة العاملة تقتضي النضال من أجل إزالة الاستغلال وليس النضال من أجل "السلام بين الطبقات" حيث تتقاطع البيروقراطية مع منظمة العمل الدولي في السهر على ضمانه للرأسمالية. تحت عنوان "العمل اللائق"..
فالمناضل الجذري غير ملزم بسياسات القيادات البيروقراطية.. وغير ملزم بضوابطها في تكسير وحدة الطبقة العاملة.
المناضل الجذري مطالب بتصليب خط النضال والمواجهة للبيروقراطية، ففي مواجهة البيروقراطية  مواجهة للنظام، وفي هزمها هزيمة للنظام، مواجهة من الموقع النقيض للمخططات الاستعمارية.. 
المناضل الجذري يناضل من أجل تحقيق وحدة الطبقة العاملة ومن أجل وحدة نضالاتها..
المناضل الجذري يناضل من أجل بناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة..
لا تراجع عن مواجهة البيروقراطية.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق