كل موسم جامعي يثبت بوضوح أن شدة العنف والقمع والاعتقالات الممارسة من طرف النظام في حق الحركة الطلابية تسير جنبًا إلى جنب مع شدة الهجوم على
مكتسبات الشعب والشباب، وهو وجه الحظر العملي على المنظمة العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والجزء الأساسي من لغز السياسة الطبقية التي تضحي بحقوق وحريات وأرواح الناس على مذبح أرباح وكلاء القوى الاستعمارية، والمكمل للطبيعة الطبقية التي تجر البلاد وترهنها لمصالح الاستعمار وتربطها بالمخططات الصهيونية والامبريالية وباستراتجيتهما في المرحلة، المبنية على مذابح الشعوب.
فمع مرور الوقت يتأكد، كل مرة، أن العنف الوحشي والقمع والتعسف البوليسي، والاعتقالات هي عناصر لا تتجزأ من نظام يواجه الشعب والشباب الجامعي والمعطل والمناضلين كأعداء.
ولهذا السبب فإنه يعمل باستمرار على شحذ ترسانته الإجرامية ضد الجماهير الطلابية، وهو يدوس على ما تبقى من ابسط المكتسابات.
فكما عشنا امس فصول المطاردات والتدخلات العنيدة والمجازر وتطويق الجماهير الطلابية والاعتقالات العشوائية في صفوفها إثر مسيرة احتجاجية على غياب حافلات النقل العمومي تربط الحي الجامعي الواقع خارج المدينة بما يقارب 6 كلم والكلية المتعددة التخصصات بتازة؛ عاشت يوم أمس 6 دجنبر 2024، الحركة الطلابية والمتعاطفين مع نضالاتها بمدينة تازة، اجواء محاكمة الطلبة والطالبات الخمسة عشر (15) المعتقلين (5 طالبات و10 طلبة). أجواء لم تختلف عن يوم أمس، بحيث صبغتها ترسانة قمعية رهيبة طوقت المحكمة والكلية بالارهاب والاستفزازات، وهي تعيد مشاهد انتفاضة الكوشة واغتيال الشهيد نبيل الزوهري ومحاكمة رفاقه. وقد تم احالة كل من الطالبين محسن لمعلم ونجيم شقرون والطالبة يسرى خلوقي وهم في حالة اضراب عن الطعام، على انظار الوكيل العام بمحكمة الاستناف بتازة بتهم جنائية ليتم الاحتفاظ بهم في حالة اعتقال وتحديد يوم 11 من هذا الشهر موعدا لعرضهم أمام قاضي التحقيق من اجل اجراء البحث التفصيلي، وفي ما يتعلق بباقي المعتقلين الإثنا عشر، المجموعة التي تتكون من اربع (4) طالبات وثمانية (8) طلبة، فقد احيلوا على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ليتم تمتيعهم بالسراح المؤقت مع تحديد يوم 25 من هذا الشهر لتقديمهم لجلسة المحاكمة.
وهكذا يثبت النظام ان المؤسسة المكملة لاجرامه، والجاعلة من برودة الزنازن طريقة لاستكمال الردع هي الجواب المقدم لشباب هذا البلد.
إن النظام القائم على حراسة مصالح اسياده الاستعماريين والصهاينة، وعلى الاستغلال والظلم، يحاول حماية قوته ضد نضالات الشعب والشباب. وهو يسعى إلى تعميق هجومه، وشل اي إمكانية للنهوض الجماهيري، مع تجريم ليس فقط الاحتجاجات والعمل الجذري بل وأيضاً الفكر، والرأي حتى يمنع اي امتداد لفكرة التشكيك الكامل في صلاحية نظام الاستغلال.