2025/08/13

م.م.ن.ص// أجنحة الغضب: شهداء غشت والثورة التي لا تموت


حين يهب غشت، تلقي ذكراه ظلال النار على ضمير جيل رفض الشيخوخة، واختار الخلود سلاحا.


بوبكر الدريدي، مصطفى بلهواري، شبادة عبد الحق، مصطفى مزياني... وقائمة من الأسماء تحول السطور إلى هتاف.  
لم يكونوا سجناء، بل محررون.  
لم يكونوا شبابا، بل صواعق ثورة حطمت جدران المستحيل.  
لم تكنْ معاركهم تضحيةً... بل إرادة صلبة توقع على حكم التاريخ.  

كوكبةٌ جثتْ تنحني أمامها الأجيالُ إجلالا، لا تقديساً لتماثيل، بل اعترافا بأسطورةٍ حية: حيث القول والفعل والروح تصهرهم بوتقة المبدأ.  
مناضلون حفروا في قلوبهم الحديدية كلمة ثورة، وشعارات ثورية: "لا للولاء"، "النصر أو الشهادة"..
لم يستسلموا للجلاد، ولم يهموا ب"لا نتحمل". 
لا أحد منا اسدل عليهم منحة. بل هم من منحونا شرف الوقوف أمام تضحياتهم لنتعلم معنى الكرامة السياسية والإخلاص لشعبنا ومواقفنا ومبادئنا.. لندركَ أن الثورة لا وطن لها، ولا عمر ولا جنس؛ بل لها إخلاص، وإرادة صلبة، وموقف طبقي واضح. 
كل من يصر على مواصلة الدرب، كل من ترك الراحة من أجل مواصلة الضرورة، كل من يحمل هم الصراع دون هوادة ضد الامبريالية والرجعة والصهيونية، وكل اذنابهم من ظلام وشوفين، وخونة واصلاحيين ومرتدين ونفعيين.. هم من يرون حقيقة، لا نفاقا واستثمارا، في الشهداء رفاق الدرب.. 
إن كان التاريخ الرسمي يخفي ويطمس تضحيات شهداء شعبنا، يخفي الاستشهادات، يخفي معارك السجون، يخفي شهداء غشت، معارك الأمعاء الفارغة، يخفي جرائم العدو الطبقي، يخفي تاريخ إجرام النظام،.. لكن ذاكرة شعبنا، وذاكرة المناضلين، لم تنس، ولن تنسى.. 
لن تنسى بطولات أبناء شعبنا، تضحيات رفاقنا، وتاريخ نضالنا المشرق..
الشهداء يعيشون من خلال نضالاتنا.. يعززون قوة كل شاب/ة لا يتصالح مع الحاضر، ويشكك في المستقبل الجاهز له، رافعا رأسه عاليا!
ففي كل مرة تصعد أصوات الرفض، أصوات المقاومة، أصوات تقول لا للظلم لا للاستغلال، لا للنظام القائم، يكون الشهداء حاضرين.
الشهداء حاضرون حيث يتواصل درب النضال.. 
الشهداء حاضرون حيث معارك شعبنا، حيث المقاومة والتضحية تتواصل 
الشهداء حاضرون حيث ينتظم الفعل السياسي الثوري..
الشهداء حاضرون حيث يواصل البناء السياسي الثوري..
الشهداء لا يحضرون وسط الانحراف، مهما كان حجم الاستغلال لأسماء الشهداء.. 
الشهداء لا مكان لهم وسط المدمرين والمخربين.. 
الشهداء يحضرون حيث يحضر الهم الثوري..
في عالم الخنوع، والانبطاح، و"الأنا" الثورية المزيفة، يمثل شهداء غشت، شهداءنا، أنقى تجارب واقعية على التجاوز.
إنهم رموز البطولة الحديثة لمن لا ينحنون
لهذا نقول أننا لسنا نحن من نكرم شهداء غشت، بل هم من يكرموننا..
كل الكلمات التي نقولها، في حق الشهداء، أولاً نقولها،  
كونها كلمات حمراء لا تنضب، جسدها الشهداء، وعلمونا اياها.. 
فعلى تضحياتهم تتلألأ مشاهد من المستقبل البهيج، الذي من أجله حاربوا، ضحوا، وسقطوا..

فرغم مرور عقود على تلك الفواجع، تظل القضايا التي سقط شهداء غشت من أجلها، ذات راهنية كأي وقت مضى. 
فالنظام يواصل حربه الطبقية. يواصل الاستغلال والظلم والاضطهاد والتجويع والتفقير، والتطبيع والعمالة للقوة الاستعمارية والصهيونية.. 
ومواصلة المعركة ضد النظام وقوى الانبطاح والانحراف هو مواصلة لدرب الشهداء.. هو ما يجعل طيف الشهداء حيا يلازمنا..  
كل التحية لشهداء شعبنا..
تحية لعائلات الشهداء..
كل التحية لتضحيات أبناء وبنات شعبنا، في السجون وخارج السجون..
أن معركة الشهداء هي معركة شعبنا حتى النصر..

13 غشت 2025 




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق