2025/09/14

م.م.ن.ص// إنزال الدبابات للشوارع هو جواب معقل ديمقراطية رأس المال


فرنسا، منبع الثورات وموطن كومونة باريس، تشهد انتفاضة شعبية عارمة.

 تعود الروح الثورية لتطل برأسها من جديد، فالشوارع تغلي، والحواجز تشتعل، ومدن باريس وليون ومرسيليا تشهد غضباً شعبياً لا يُكبح. هذا هو الرد الشعبي الطبيعي على سياسات النظام الفرنسي التي تفرض برنامج "القدرة على تحمل التكلفة" المجحف، الذي يلغي العطلات، ويجمد المعاشات، ويقوض النظام الصحي، محمّلاً الشعب تبعات الأزمة بينما تُسرّب الأموال إلى جيوب أصحاب رأس المال والبنوك، وإلى دُميته في كييف، وبعد أن طرد ركلًا من النيجر وبوركينا فاسو ومالي في أفريقيا. 

عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفرنسي - عمالاً وطلاباً وكوادر طبية وتعليمية - يملؤون الساحات، رافضين الاستسلام، متحدين هجمة النظام الرأسمالي المتوحشة. لكن الديمقراطية الرأسمالية تظهر وجهها الحقيقي: الدبابات، والغاز المسيل للدموع، وقمع الشرطة، والاعتقالات.. هذه هي أدوات "معقل الديمقراطية" عندما تٌهدّد مصالح الأقوياء. 

التاريخ يعيد نفسه ويؤكد درساً ثورياً مهماً: الغضب الشعبي، رغم ضرورته وقوته، يبقى غير كافٍ دون تنظيم يحوّله إلى قوة تغييرية فاعلة. إن غياب التنظيم الثوري القادر على توجيه الطاقات وتوحيد الصفوف ورسم الاستراتيجيات يترك فراغاً يستغله النظام لإخماد الانتفاضات العفوية حين ينهك التعب المتظاهرين. 

الطريق إلى النصر، ل"شنق آخر ملك  بأمعاء آخر قس"، لا يختلف في فرنسا عنه في أي بلد ترتعش فيه قبضة رأس المال: إنه طريق التنظيم المتين، وتوحيد نضالات الجماهير، وبلورة أهداف سياسية واضحة تترجم تطلعات الشعب إلى تحرر حقيقي. فقط من خلال بناء قوة شعبية منظمة يمكن تحويل الغضب إلى ثورة، والاحتجاج إلى تحول جذري.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق