تيار البديل الجذري المغربي
في ذكرى استشهاد المناضلين المسكيني والدريدي وبلهواري
وشباضة
مسؤولية القابضين على الجمر من رفاق الشهيد تقتضي فضح
الاسترزاق بتضحيات الشهداء
ثم السير بخطى ثابتة على درب الشهيد فكرا وممارسة
ما أخطر أن تتبنى جهة سياسية معينة شهيدا وأن تحمل نقيض أفكاره وأن
تمارس نقيض ممارسته. إن تبني الشهيد يفرض نضاليا وأخلاقيا السير على دربه فكرا وممارسة،
ويفرض تبني الشهيد أيضا القبض على الجمر عنوان الوفاء والتحدي والاستمرارية الحقيقية.
وغير ذلك، ليس سوى الارتزاق والتوظيف السياسي الفج لتضحية الشهيد ورصيده. وتكمن الخطورة
بالضبط في طمس أفكار الشهيد وتحريفها والتعتيم على رصيده والتشويش عليه، وبالتالي رسم
مسار بعيد كل البعد عن المسار الذي قدم الشهيد حياته من أجل أن يستمر وأن يحيا. إنه
المسخ والتزوير لتاريخ كتب بالدماء، وجريمة في حق تضحيات شعب. وتعتبر هذه الجريمة المخطط
لها قتلا جديدا للشهيد بعد القتل الذي طاله من طرف النظام أو من طرف عصابات هذا الأخير
الفاشية، ظلامية كانت أم شوفينية.. فمن حق أي كان، فردا أو إطارا، أن يتبنى ما يشاء
من الأفكار وأن يرسم ما يشاء من المسارات. ومن شأن الصراع الحسم في ذلك من خلال فرز
الأفكار السديدة والممارسة السديدة. لكن، ليس من حقه، وبأي معنى، أن يسطو على رصيد
الشهيد وأن يشوهه تحت مختلف التبريرات، كالاستمرارية والتطوير، خاصة إذا كانت أفكار
الشهيد واضحة ومستعصية على التأويل، مثل حالة العديد من شهداء شعبنا وفي مقدمتهم الشهيد
عبد اللطيف زروال والشهيدة سعيدة المنبهي.. وتعد هذه الممارسة شكلا من أشكال الصراع
لتحريف الحقائق والصراع من طرف أنصار العدو..
وإذا كانت مسؤولية الجهات المتورطة في هذه الممارسات المشبوهة قائمة،
فإن مسؤولية القابضين على الجمر من رفاق الشهيد تقتضي فضح الاسترزاق بتضحيات الشهداء
وفي نفس الوقت صيانة هذه التضحيات من خلال تخليدها وتوثيقها ثم السير بخطى ثابتة على
درب الشهيد فكرا وممارسة..
وبهذا المعنى، فكرا وممارسة، نتبنى في تيار البديل الجذري المغربي،
الشهداء عبد الحكيم المسكيني (19 يوليوز 1984) وبوبكر الدريدي (27 غشت 1984 (ومصطفى
بلهواري (28 غشت 1984 (وعبد الحق شباضة (19 غشت 1989). لقد استرخص رفاقنا دمهم من أجل
مشروع الثورة المغربية، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، ونحن لعهدهم حافظون وعلى
دربهم سائرون.. وليس بغريب أن تتوالى تضحيات أبناء شعبنا، من شهداء ومعتقلين سياسيين..
ونؤكد أننا أحرص ما يكون على حياة رفاقنا وسلامتهم داخل سجون النظام اللاوطني اللاديمقراطي
اللاشعبي وخارجها. فيهمنا أن نسير معا وأن نخوض المعارك جنبا الى جنب حتى تحقيق النصر
الأكيد. وقد أثبتنا أن عشقنا للحياة، حياة العزة والكرامة، وعكس الاتهامات المجانية
المغرضة وحملات التشفي المقيتة، لا يضاهيه قوة واستماتة، غير تشبثنا بقضية شعبنا البطل
وتقديم الغالي والنفيس من أجل خدمتها.
وفي سياق تخليدنا لمحطات استشهاد رفاقنا المسكيني والدريدي وبلهواري
وشباضة، وفي إطار متابعتنا للحالة المأساوية التي يعيشها رفيقنا المعتقل السياسي مصطفى
مزياني لما يزيد عن الشهرين، نسجل:
- اعتزازنا
بصمود ومبدئية رفيقنا المضرب عن الطعام منذ 03 يونيو 2014، وتحيتنا لمعركته البطولية،
معركة كل أبناء الجماهير الشعبية المضطهدة المحرومة من أبسط حقوقها؛
- إدانتنا للجريمة
الشنيعة التي ارتكبت في حق الرفيق المضرب والذي يوجد حتى الآن في وضعية صحية حرجة جدا
والتي تنذر بحصول كارثة أخرى، في صمت وبتواطؤ العديد من الأطراف؛
- إدانتنا للجهات
والأقلام المأجورة التي تجرم المناضل مزياني وتبرئ جلاديه والمسؤولين الفعليين عن معاناته
ومعاناة عائلته، واستنكارنا للمحاولات التضليلية الهادفة الى صنع تهمة "الدفع
بالرفيق الى الاستشهاد وامتطاء تضحيته" وإلصاقها برفاقه وبالمناضلين المتضامنين
معه ومع عائلته؛
- تحميلنا كامل
المسؤولية للنظام القائم بشأن كل ما ترتب ويمكن أن يترتب عن التماطل في تلبية مطالب
رفيقنا وعن الزج به في غياهيب الإهمال والموت البطيء؛
- تحيتنا لمعركة
الرفاق المعتقلين السياسيين الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام ولعائلاتهم المتشبثة
بالنضال كمسار للدفاع عن أبنائها؛
- تحيتنا لكل
من ساند وتضامن ودعم بمبدئية النضالات العظيمة التي يخوضها أبناء شعبنا داخل سجون العار
وخارجها، ومن بينها معركة رفيقنا مصطفى مزياني الواقف بشموخ أمام مقصلة النظام..
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.
شارك هذا الموضوع على: ↓