2015/01/01

حسن أحراث// الانتفاضة الشعبية المجيدة ليناير 1984

في اليوم الأول لشهر يناير من سنة 2015 (بعد 31 سنة من الصمود والمقاومة...)، تشتعل نار الذاكرة وتفرض البوح بتفاصيل التضحيات التي من
اللازم أن تحفزنا على مواصلة النضال حتى تحقيق طموحات شعبنا في التحرر والانعتاق. وبداية البوح، تذكير بسيط وأولي عن الانتفاضة الشعبية ليناير 1984، نشر باسمي، في 12 يناير 2014:

لتقريب المتتبع/ة أكثر من الأوضاع العامة التي عرفتها سنة 1984 أسوق بعض المقتطفات من افتتاحية مجلة إلى الأمام، عدد 9، نونبر 1984، وذلك لما تضمنته من إشارات تعبر عن حقيقة مرحلة سوداء من تاريخ المغرب.

وسأنشر لاحقا مجموعة من الأحكام التي صدرت سنة 1984 في حق بنات وأبناء شعبنا المكافح...
افتتاحية مجلة إلى الأمام:
"عرفت بلادنا في الآونة الأخيرة تطورات هامة وخطيرة في ذات الوقت باعتبارها جعلت بلدنا محط اهتمام الرأي العام الدولي بكل مكوناته الحكومية الإمبريالية - الرجعية والتقدمية والثورية على حد سواء. وخطيرة من حيث نتائجها على التطورات اللاحقة للصراع الطبقي قطريا وعربيا وإفريقيا ودوليا، سواء على المدى القريب أو البعيد.
فما هي السمات الرئيسية للوضع الراهن ببلادنا التي تندرج فيه مجمل هذه التطورات؟ وما هي دلالات وأبعاد المستجدات في الوضع؟ ...
إن أهم ما يميز الوضع الراهن يمكن تلخيصه في تعمق أزمة النظام المالية والاقتصادية وانعكاسها بشكل خطير على أوضاع الجماهير الشعبية. فالمديونية الخارجية للنظام تجاوزت 15 مليار دولار، وعجز ميزانه التجاري وصل 11 مليار دولار. كما تم تجميد أغلبية المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتمويلية المنصوص عليها في الخطة الخماسية الحالية. ودخل النظام في مسلسل تفويت العديد من المرافق الاقتصادية والاجتماعية الحيوية إلى القطاع الخاص، مما جعل شعبنا ووطننا عرضة للنهب الرأسمالي المحلي والإمبريالي العالمي. كما أقدم النظام التبعي على تصفية ما تبقى من مكتسبات شعبنا في ميادين الشغل والتعليم والصحة... وذلك بتقليص الاعتمادات المخصصة للخدمات الاجتماعية، وحذف مناصب الشغل في الوظيفة العمومية والقطاع العمومي والشبه عمومي، ومنهجة الطرد الجماعي للعمال وإغلاق المعامل، وتشريع عملية تشريد الفلاحين وعقلنة طرد مئات الآلاف من التلاميذ والطلبة، وإثقال كاهل الجماهير بالضرائب المباشرة والغير المباشرة والزيادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية.
وأمام استمرار النظام في الهجوم على القوت اليومي ومكتسبات الجماهير، وأمام استمرار القوى الإصلاحية في نهج سياسة التواطؤ الطبقي، لم يسع الجماهير الكادحة إلا الخروج في انتفاضة عارمة في يناير 84، عمت أرجاء الوطن معبرة بذلك عن رفضها لسياسة النظام الاستبدادي القائم، ولسياسة القوى الإصلاحية المتخاذلة. ولقد ووجهت هذه الانتفاضة كسابقاتها، بقمع وحشي رهيب، أدى إلى استشهاد المئات من أبناء شعبنا البررة واعتقال الآلاف ومحاكمة حوالي 2000 منهم. ولقد أصدرت المحاكم الفاشية للنظام في حقهم أحكاما قاسية وصلت حد السجن المؤبد والإعدام. كما أدت ظروف اعتقال هؤلاء المناضلين التقدميين الى استشهاد المناضل المسكيني عبد الحكيم نتيجة الإهمال وعدم توفير الإسعافات الطبية اللازمة، والمناضلين الدريدي مولاي بوبكر وبلهواري مصطفى على إثر الإضراب عن الطعام اللامحدود الذي خاضته مجموعة من المعتقلين السياسيين بسجون مراكش والصويرة وآسفي والذي دام 62 يوما، دفاعا عن مطالبهم البسيطة والمشروعة كحقهم في التعليم والزيارة المباشرة للأهل والحق في الإعلام وتتبع أخبار الوطن وتحسين التغذية وتوفير العلاج. هذا الإضراب اللامحدود الذي حضي بحملة تضامنية واسعة وعلى رأسها الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضته مجموعة من المعتقلين السياسيين بسجن لعلو بالرباط ابتداء من 6 غشت الماضي، والذي لم يتوقف إلا بعد توقيف المعركة الأولى..".

المغرب

1 يناير 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق