سيظل يوم 18 يونيو 2015، شاهدا على مقصلة سياسية رهيبة، كانت محكمة الاستئناف بفاس مسرحا لها، عنوانها الانتقام والقصاص السياسي في حق
مجموعة من خيرة مناضلي شعبنا/ في حقنا كمعتقلين سياسيين، ببشاعة، وبدم بارد، نفذ النظام والقوى الظلامية وقضاءهم المشبوه، جريمة قتل سياسي متعمد مع سبق الإصرار في حقنا، نحن أبناء الشعب، مناضلي الشعب ومعتقلي الشعب، فبعد جلسة شكلية من محاكمة سياسية، عانينا فيها من التطويق القمعي حتى داخل قاعة المحكمة من طرف البوليس السري والعلني، وحرمنا فيها من أبسط حقوقنا، حتى من الكلام للدفاع عن أنفسنا، ومورس التضييق والاستفزاز في حق هيئة دفاعنا، ورفضت كل الملتمسات التي تقدمت بها، ولأن الأحكام كانت جاهزة مسبقا لم تستمر فترة المداولة سوى نصف ساعة، لينفذ القرار السياسي، القاسي والجائر في حقنا، ووزعت علينا 111 سنة من السجن النافد، على إيقاع آهات وصرخات أمهاتنا ورفاقنا ورفيقاتنا.
قرار سياسي وجائر محكوم بخلفية سياسية رجعية ماكرة، يؤكد مضامين وأبعاد مؤامرة 24 أبريل، بما هي مؤامرة لإقبار النهج الديمقراطي القاعدي، واستهداف خط الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، قرار سياسي يحمل دلالات ورسائل عدة، تنسجم وإفرازات وتطورات الصراع الطبقي ببلادنا، ويعكس روح الصراع التناحري بين مشروعين نقيضين، مشروع استعماري رجعي تحميه أدوات التبعية والعمالة، والفاشية بكل تلاوينها، والثاني مشروع تحرري آخذ في النمو والتجذر، يعاني كل أشكال الحضر والمنع، لن تقوم له قائمة إلا بدك أركان المشروع الأول، قرار جائر جاء في سياق إقليمي ودولي، يتسم بتناغم وتبادل الأدوار، وبتبادل الهدايا بين القوى الظلامية والصهيونية والإمبريالية والأنظمة الرجعية العميلة، من خلال العديد من الحروب اللصوصية والتدميرية، وارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية، في شروط أزمة فعل ثوري، قوي، منظم ووازن، للحركات والقوى المناضلة المعانقة لطموحات وآمال الشعوب في التحرر والانعتاق.
هو ذاته السياق المحلي الذي تعرفه بلادنا، حيث تفاقم الأزمة البنيوية لنظام الرأسمال التبعي وتفريغها على كاهل الجماهير الشعبية، وتتزعم القوى الظلامية تنفيذ مخططات التصفية والتدمير والإجهاز على مكتسبات تاريخية حصنها شعبنا بدمائه، خلال تاريخ طويل من التضحية و الصمود، في ظل إجماع مزعوم حول النظام ومؤسساته، وشرعنة مشبوهة لجرائمه، وإجماع حول ضرورة إقبار الحركات والقوى المناضلة، واجتثاث الفعل النضالي الجذري من جميع قلاعه، يتجلى ذلك، من خلال حملات التطبيل والتزمير لمخططات النظام، وشعاراته الديماغوجية، من خلال حملات التظليل وتزييف حقائق الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، والتدخلات القمعية الوحشية في حق نضالات الجماهير الشعبية، والعسكرة الدائمة للجامعة المغربية وحملات الاعتقال المنظمة في حق المناضلين والمناضلات، وإصدار الأحكام القاسية في حقهم (الحكم الصادر في حق المعتقلين السياسيين بمكناس نموذجا).
إن الحكم الصادر في حقنا، هو حلقة ضمن مسلسل الإجرام والتآمر الممارس في حق شعبنا ومناضليه الشرفاء، منذ عقود من الزمن، لقد كان النظام والقوى الظلامية منسجمين مع طبيعتهم الدموية والفاشية حتى النهاية، ومع تاريخهم الدموي، الموصوم بالدم والمآسي والفواجع، والمعتقلات السرية والعلنية والمقابر الجماعية، والتآمر على قضايا شعبنا.
فمن مؤامرة "إيكس ليبان" 1955 إلى تصفية أبطال المقاومة وجيش التحرير، إلى اغتيال الآلاف بالرصاص الحي في 58،..65..81..84..90... إلى التعاطي الدموي مع الحركة الماركسية اللينينية المغربية واغتيال خيرة مناضليها ومناضلاتها وتوزيع القرون من السجون عليهم، الاغتيال عشرات الشهداء خلال انتفاضة 20 فبراير 2011، وصولا إلى مؤامرة 24 أبريل 2014، واغتيال رفيقنا مصطفى مزياني، ثم توزيع قرن وإحدى عشر سنة من السجن النافد في حقنا، نحن الرفاق القابعين بسجن عين قادوس بفاس.
إننا كمعتقلين سياسيين، ونحن نعيش هذه اللحظة العصيبة بآلامها ومعاناتها، نؤكد بأنه لا سنوات السجن المديدة ولا وحشية الزنازن ستنال منا أو ستثنينا عن مبادئنا ومواقفنا الثورية الماركسية اللينينية، ولا عن مواصلة طريق شعبنا، والسجن يهون باستحضارنا لرفاقنا الذي سبق لهم أن حوكموا بمثل هكذا أحكام في ظروف حالكة أشد قسوة من ظروفنا، ونعتبر هذا الحكم القاسي هو حكم على عائلاتنا ورفاقنا ورفيقاتنا، فنحن جزء صغير من ذات مناضلة وأسرة مناضلة/ أسرة مناضلي ومناضلات شعبنا.
وفي الأخير، إننا وإذ ندين جريمة النظام والظلام هاته، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
- تهانينا لعائلة المعتقلان السياسيان عمر الطيبي وعبد الرزاق أعراب على إطلاق سراح ابنيهما.
- إدانتنا لمسلسل الإجرام والتآمر الذي يمارس النظام وحلفائه في حق شعبنا ومناضلاته ومناضليه الشرفاء.
- تحياتنا لرفاقنا ورفيقاتنا والجماهير الطلابية والشعبية وعائلاتنا، ودعوتنا لمواصلة درب الصمود والمقاومة والمزيد من العطاء والعمل على طريق تحرر شعبنا وانعتاقه.
- مناشدتنا لكافة المناضلات والمناضلين الشرفاء على تصعيد الفعل النضالي والمزيد من العمل لكشف حقيقة مؤامرة النظام والقوى الظلامية، وتقديم كل أشكال المساندة للمعتقلين السياسيين، والوقوف إلى جانب عائلاتنا المناضلة وعدم تركها عرضة للضياع والاسترزاق.
- تحياتنا لكافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.
- تحياتنا لعائلة شهيدنا مصطفى مزياني على صمودها وعلى وقوفها إلى جانبنا وإلى جانب عائلاتنا.
- تحياتنا لهيئة دفاعنا، وإدانتنا للتضييق والاستفزاز الذي طالها خلال جلسات المحاكمة الصورية.
- استمرارنا على نهج شهدائنا الأبرار.
"دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين.. سيرا على طريق الشهداء"
نكون أو لا نكون
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
20 يونيو 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓
فرج الله عليكم وأطلق سراحكم يارب هذا هو المغرب مغرب القمع والتضليل
ردحذففرج الله عليكم وأطلق سراحكم يارب هذا هو المغرب مغرب القمع والتضليل
ردحذف