2016/11/10

أحمد بيان // فوز ترامب: درس أمريكي لشعوب العالم..

شدت الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية عيون العالم. والأصح شد الإعلام عيون العالم و"طحنها" كما شاء. لقد تتبعنا مجريات هذه الانتخابات
بسطحية وسذاجة مثيرتين للشفقة، وخاصة الحملة الانتخابية للغريمين التقليديين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري من خلال هذا الإعلام. و"انبهرنا" بمناظرات هيلاري كلينتون ودونالد جون ترومب.. وليس غريبا أن تتابع عيون العالم هذه الانتخابات بالنظر الى الدور الأمريكي على الصعيد الدولي، سياسيا واقتصاديا وعسكريا..
أين تكمن سذاجتنا وسطحيتنا؟
لقد اعتقدنا، كما أراد الإعلام المملوك والممول بما في ذلك استطلاعات الرأي، أن نعتقد، أي فوز هيلاري.. 
إن هيلاري امرأة؛
إن هيلاري "جميلة ومحبوبة"؛ 
إن هيلاري "تحب" المغرب (تحب بعض المغاربة أو المحسوبين زورا مغاربة)، و"تحب" الأطفال (إلا أطفال فلسطين..)...
إن هذا الإعلام الذي "خدعنا" لا يملك نفسه.. إنه إعلام متخصص في إخفاء الحقيقة وفي صنع الخرائط والمواقف.. إنها التعليمات الصادرة عن أصحاب القرار، أصحاب المال والأعمال.. إنها الامبريالية، أعلى مراحل الرأسمالية.. ولا تخفى هيمنة الحركة الصهيونية وتحكمها في القرار الأمريكي وتغلغلها في المجال الإعلامي (توجيه استطلاعات الرأي، صناعة الرأي العام...).. 
فالجرائم الفظيعة بفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا وبمناطق عديدة بمختلف أرجاء العالم، لم يوقفها لا الحزب الديمقراطي ولا الحزب الجمهوري.. ولم توقفها أمريكا..
فلا مجال في دائرة الصراع للعاطفة أو الجمال أو "مقاربة النوع" (والتمييز الإيجابي).. لتغرد الأمم المتحدة ومؤسساتها كما تشاء. لكن المؤسسات الإعلامية والمالية والاقتصادية العالمية تعمل ما تشاء..
إنه الدرس الأمريكي: ليحذر شعوب العالم الآلة الإعلامية الرجعية والصهيونية والامبريالية.. 
لنحذر التكنولوجيا، خاصة شر التكنولوجيا.. فلا لون لها ولا طعم، لا انتماء ولا جنسية.. إنها مع "من يدفع أكثر".. إنها تكنولوجيا "الدعارة".. 
إنها تسوق الوهم، كما تسوق الشيء ونقيضه.. فهل ننسى ما حصل مع العراق، إبان صدام؟ وهل ننسى ما حصل قبل ذلك مع الاتحاد السوفياتي (غورباتشوف، إله البريسترويكا والغلاسنوست...) ومع رومانيا (تشاوسيسكو) ومع بولونيا (فاليسا)...؟ 
وليس بعيدا، ماذا عن "ثورات الربيع العربي"؟ 
ماذا عن فلسطين وسوريا واليمن...؟
إن القول بالامبريالية، يفضح مسرحية الحزبين الغريمين.. فأمريكا هي أمريكا، سواء مع هيلاري أو مع ترومب.. سواء مع بوش أو مع أوباما..
أمريكا الشر والشر أمريكا.. كما أمريكا الطاعون، والطاعون أمريكا (درويش).. وأمريكا داعش، وداعش أمريكا..
لقد عانت فلسطين إبان حكم الحزبين معا، الديمقراطي والجمهوري.. لقد حصلت المذابح في فلسطين ولبنان في عهد الحزبين (دير ياسين وكفر قاسم والجليل وصبرا وشتيلا وباقي المخيمات...).. لقد عانت في ظل اليمين واليمين المتطرف.. 
لقد حصلت المذابح في شتى أركان العالم في ظل أمريكا، اليمين واليمين المتطرف. ولأن الإعلام مملوك وممول، فلا يقدم سوى ما أراد "أسياد" العالم أن يقدم.. 
الكثيرون رأوا فوز هيلاري قبل الأوان، كما رأى المغاربة (بعض المغاربة) محمد الخامس بالقمر، رأوا "الحنان" و"الجمال".. رأوا الوهم العابر.. وتناسوا أن كل شيء يباع بأمريكا وبالمغرب وبكل مكان.. لا صوت يعلو فوق صوت المال والأعمال، صوت المصالح الطبقية قبل القومية.. 
إنها المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية التي تحكمنا باسم الحزب الجمهوري تارة، وباسم الحزب الديمقراطي تارة أخرى.. 
فمن التطبيع الى التطبيع.. ومن الاستغلال الى الاستغلال، من النهر الى البحر ومن البحر الى النهر..
إنها القاعدة وليس الاستثناء.. بأمريكا وخارج أمريكا..
وما حك ظهر الشعوب غير ظفرها..

   10  نونبر  2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق