2017/04/22

حسن أحراث // الشهيد محمد كرينة: لو تعلم..!!

في كل ذكرى استشهاد، نخجل من الشهداء ومن تضحيات الشهداء ومن بطولات الشهداء..

وفي ذكرى استشهادك (24 أبريل) أيها الشهيد الشهم يتفاقم خجلنا أمام حجم نكوصنا الذاتي وضخامة انكساراتنا وتشرذمنا.. ماذا عسانا نقول أو نردد أو نكتب...؟!! فمن خطوة الى الوراء الى خطوة أخرى. إننا، في أحسن الأحوال، نراوح مكاننا ونجدد "شغبنا" (حبنا وكرهنا، فرحنا وغضبنا) في أقصى الهوامش المنسية والمجهولة..
لكم/لنا كل العزاء في استمرار نضال شعبنا، واستمرار عطائه وسخائه.. إنها نقطة الضوء التي تسكننا وتغذي حماسنا وإصرارنا على رفع التحدي ومقاومة اليأس والإحباط..
في ذكرى استشهادك، يخوض عمال جبل عوام معاركهم البطولية تحت الأرض. وفي ذكرى استشهادك تتواصل الملاحم من إيمضر الى الحسيمة ومن اكدير الى الدار البيضاء (خط انطلاقك سليما وعودتك جريحا)، وعلى كل رقعة مخضبة بدماء الشهداء.. 
لكن، كذلك في ذكرى استشهادك الثامنة والثلاثين (38) تغزونا الصهيونية من كل صوب وحدب (مشاركة صهيونية في أنشطة المركز الثقافي الفرنسي بالرباط). في ذكرى استشهادك يتواصل التطبيع مع الكيان الصهيوني (مشاركة صهيونية في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس)..
وعشية ذكرى استشهادك عانق الحزب (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) الذي "ودعته" مرغما أحد أقطاب القوى الظلامية الغارقة في الرجعية والمتواطئة مع الصهيونية والامبريالية، والمتورطة في اغتيال الشهداء عمر بنجلون ومحمد أيت الجيد والمعطي بوملي... عشية استشهادك أبرم رموز الخنوع والانبطاح صفقة مذلة مع أيادي قذرة تنفذ بإحكام المخططات الطبقية وتسهر على تمريرها بكل "السلاسة" المطلوبة..
من مؤامرة الى أخرى، ومن "حكومة" الى أخرى، ومن جريمة الى أخرى.. يصنعون المكائد لتأبيد معاناتنا ويخططون ليدوم القهر والاستغلال.. يجهضون حلمنا ويجهزون على حقنا في الثورة وفي الغد الجميل الذي يحقق إنسانيتنا. 
يقمعون وبشراسة كل نهوض ثوري وكل انتفاضة.. ها هو الريف الأحمر ملتهب بتضحيات أبنائه الصامدين، أبناء شعبنا طولا وعرضا، تدميه خناجر النظام ودسائس القوى السياسية الشوفينية وباقي الأطياف الرجعية، وتتوزع أشلاءه البوم المشؤومة..
يشنفون مسامعنا من أعلى المنابر والمنصات بالخطابات المعسولة التي تقطر سما وذلا، ويتباهون بتمرير مشاريعهم التي تجهز على القطاعات الاجتماعية وتكرس التفقير والتجهيل والبؤس وتعمق جراحنا ومعاناتنا..
هل ذهب دمك سنة 1979 من أجل فلسطين هباء؟!! هل تبخرت دماء الشهداء؟!! هل انتصر أعداء الشعوب المضطهدة؟!!
بدون شك، لا. لن يكتمل "انتصارهم" ولن يهنأ بالهم مادام الشعب الفلسطيني يقاوم، ومادام الشعب المغربي يقاوم، ومادامت الشعوب المضطهدة تقاوم... إن هذه المقاومة ستبقى الشوكة العالقة في حلق الرجعية والصهيونية والإمبريالية حتى هزمها وفنائها.. 
بدون شك، لا، مادام صوتنا قويا، ومادامت ذاكرتنا حية، ومادمنا قابضين على الجمر، ومادمنا مخلصين وأوفياء للعهد..
مسار حيــاة الشهيــد محمــد كرينــة:
ولد الشهيد محمد كرينة سنة 1959 بمدينة أكادير. تابع دراسته بأنزا ثم بأكادير. التحق فيما بعد بمدينة الدار البيضاء. كان منتميا سياسيا الى الشبيبة الاتحادية (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية). شارك في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس).
اعتقل الشهيد في 17 أبريل 1979 من داخل ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء، حيث كان يتابع دراسته، إثر تدخل همجي للقوى القمعية وانتهاك سافر لحرمة المؤسسة، بتهمة "التضامن مع الشعب الفلسطيني"!!
قدم الشهيد للمحاكمة في 23 أبريل 1979 رغم ظروفه الصحية الصعبة جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له. علما أن النيابة العامة رفضت طلب الدفاع بعرض الشهيد على الخبرة الطبية. 
وفي 24 أبريل لفظ الشهيد محمد كرينة أنفاسه الأخيرة مدونا اسمه بمداد الفخر في سجل الخالدين من أبناء شعبنا..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق