لم يتوقف يوما السجال أو "البوليميك" حول الدين والممارسة الدينية، وخاصة
حول "الدعاة" باسم الدين (الدجالين والمشعوذين...).. ورغم التقدم المبهر،علميا وتكنولوجيا، هناك من يمول ويسهر على استمرار الدجل والخداع المغرقين في التخلف والرجعية. وتتربع الرجعية والامبريالية والصهيونية على رأس الجهات التي يهمها استمرار الدين في صيغته الأكثر ظلامية وإجرامية، لما في ذلك من تأبيد للاستغلال والقهر والخضوع...، لا أدعي المناظرة في الموضوع على المستوى العلمي (قد يتم ذلك مستقبلا، ومن طرف رفاق أكثر دراية علمية وتمكنا فلسفيا)، لكن من المشروع طرح السؤال الفاضح التالي:
أي مرحلة تستدعي الكم الهائل من "الأنبياء والرسل"؟
لا أنتظر جواب المتزمتين وافتراءات الحاقدين الذين يبررون الشيء ونقيضه ويحجبون الشمس بالغربال وادعاءات الجنود الممولة لأداء مهمة التغليط وتزوير الحقائق. لكن، أطرح تساؤلا علميا (محرجا، رغم بساطته وليس سطحيته) لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال. ولا أنتظر كذلك تفاعل دعاة التحالف مع القوى الظلامية بكل تلاوينها والمتحمسين لنصرتها من أجل "قتلنا".. إنهم يمارسون "فلسفة" عدو عدوي، صديقي.. لسنا أعداءكم، وليسوا أصدقاءكم.. فلتستيقظوا، وتذكروا رفاقكم الشهداء.. تذكروا المشترك، ليس آنيا، بل مستقبلا واستراتيجيا.. هل صدقتم عبد السلام ياسين؟ هل تصدقون "رفاقه" اليوم؟ هل نسيتم درس 20 فبراير؟ نحن مستمرون.. نحن حاضرون.. ماذا عن الديمقراطية، ومنها العلمانية؟ ماذا عن حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها؟ ماذا عن الموقف من المرأة؟
من الثابت (على الأقل المتداول دينيا وعن الكثير من الرواة/المرتزقة) أن عدد "الأنبياء والرسل" حتى عهد "النبي" محمد (آخر "الأنبياء والرسل") قارب: "مائة ألف، وأربعة وعشرون ألفاً. والرّسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر، جماً غفيراً"..
فأي مرحلة تستدعي، أي زمن يستدعي، هذا العدد الهائل من "الأنبياء والرسل"؟ الأمس أم اليوم؟ الأمس البسيط أم اليوم المعقد؟
معلوم أن الفترة التي شهدت هذا العدد من "الأنبياء والرسل" افتقدت الى الكثير من الآليات العلمية والتقنية لتفسير الظواهر الطبيعية حينذاك، وللتفاعل مع ما أتى به هؤلاء "الأنبياء والرسل" ("عباقرة" مراحلهم) من "اجتهادات" و"إبداعات" و"اكتشافات"..
ومعلوم أيضا أن فكر أقوام تلك المرحلة/المراحل محدود جدا وكذلك تجاربهم... لا أنفي إبداعات تلك المرحلة/المراحل، لكنها كانت محكومة بسقف واقعها الذي لا يرتفع... ولا أنفي وجود ضحايا الفكر الظلامي عبر التاريخ، عباقرة رفضوا الانصياع وقبول ما لا يقبل، وواجهوا الزيف بالحقيقة، وقدموا دمهم من أجل تلك الحقيقة المرفوضة إبانه من طرف الإسلام أو المسيحية (الكنيسة)...
لقد كان من السهل "التلاعب" بتلك الأقوام وإخضاعها/تدجينها، خاصة وانتشار الخرافة والجهل وخاصة العجز عن الفهم العلمي للعديد من الظواهر الطبيعية... ومن بين الأسئلة التي تفرض نفسها اليوم (بتجرد علمي):
- بالنظر الى قصر الفترة التي عرفت هذا العدد من "الأنبياء والرسل"، وبالنظر الى بساطة تفكير وفهم تلك الأقوام، هل استدعى الأمر ذلك، أي كل ذلك العدد من "الأنبياء والرسل"؟
- هل استدعى الأمر كل تلك "المعجزات" المزعومة لإقناع أقوام الأمس؟
- وبالنظر الى طول الفترة التي تلت "النبي" محمد ( منذ ذاك الى اليوم)، ألم يستدع الأمر الكثير من "الأنبياء والرسل" و"المعجزات"، وربما أشياء أخرى مبهرة؟
- ألم يستدع الأمر الكثير من "الأنبياء والرسل" و"المعجزات" أمام التطور الهائل على كثير من المستويات، ومنها بالخصوص العلمية والتقنية؟
- الآن، و"المعجزات" حقيقة، علميا وتقنيا، ألا يستدعي الأمر، ولو نبيا واحدا ليناقشنا ويجيب عن أسئلتنا وعن حقائق زماننا؟ ألا يستدعي الأمر ولو "معجزة" واحدة تفند الإنجازات العلمية والتقنية أو تسائلها؟
- هل حضر لدى أقوام الأمس الانترنيت (الفايس وتويتر...) والفاكس والتلفون والفضاء...؟
- هل حضر لدى أقوام الأمس كل هذه الترسانة العسكرية الحالية التي بدون شك تجاوزت مرحلة الانترنيت، هذه الأخيرة وليدة الفترات الأولى للحرب الباردة بين "الشرق" و"الغرب"؟
- هل حضر لدى أقوام الأمس كل هذه الأساليب والقوالب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الراهنة؟
- من أحق، يا ترى (من باب "الإنصاف" بالمعنى الديني)، بذلك الجيش من "الأنبياء والرسل"، وبذلك الكم من "المعجزات" المزعومة، أقوام الأمس أم أقوام اليوم؟
- هل "الله" غافل الى هذا الحد عن كل هذه التطورات والمستجدات والاكتشافات والتطورات العلمية والتقنية؟
- ما هو سر ذلك؟ ما "الحكمة" أو الغاية في ذلك؟
- هل من أجوبة علمية عن هذه الأسئلة العلمية؟ (من باب البسط المر، لا نريد أجوبة "العبقري" زغلول النجار والإمعة يوسف القرضاوي وأمثالهما من الذئاب المفترسة، ليلا ونهارا، سرا وعلانية)..
- هل من "أنبياء ورسل" يقنعوننا اليوم، ويدلون "بمعجزاتهم" الخرافية أمام "معجزاتنا" العلمية والتقنية؟
- هل يعتبر "الله" التافه زغلول النجار نبيا ورسولا؟ هل يعتبر المجرم البغدادي "مبشرا ونذيرا"؟ هزلت..
إن القتل والتكفير لا يجيبان عن هذه الأسئلة وكذلك "الشيطنة" المبتذلة. إن المال والجاه لا يعنيان سداد النظر.
إن التحدي والتعجيز العلمي والتقني الفعلي، إن التحدي النضالي الذي مارسه شهداء شعبنا عمر بنجلون ومحمد أيت الجيد بن عيسى والمعطي بوملي... إن التحدي الذي نركبه اليوم وغدا، ومرحبا بطعنات غدركم وجبنكم، هو الجواب/الرد المناسب عن كل فضائحكم وفظاعاتكم وجرائمكم..
مرحبا بالاستشهاد على أيادي الظلام والغدر، حلفاء النظام القائم، من أجل الحقيقة العلمية (وإنها تدور)، ومن أجل رفاه ومستقبل الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها الشعب المغربي المكافح..
إن الصراع الطبقي هو الفيصل، هو الحقيقة العلمية.. هو الحقيقة الثابتة..
نتابع الآن على كثير من القنوات الفضائية (الممولة من طرف هذه الجهة الدينية/السياسية أو تلك) العديد من البرامج التافهة التي تناصر هذه الديانة أو تلك، بل هذا التوجه ضد ذاك. وكل هذه البرامج تغرق في الماضي وفي تأويلات الماضي وفي نصوص الماضي "الصحيحة" والمفترى عليها...
إنهم يضحكون على الذقون، يجرمون عائشة ويؤلهون محمد!!.. أي مصداقية يا ترى؟!!
أليس الدين بهذا المعنى "أفيون الشعوب"؟
أليس الدين باللغة الأقرب الى شعبنا المغربي "كيف/مخدر الشعوب"؟
إنهم يبعدوننا عن الواقع وعن الحقيقة العلمية..
فكيف يعقل أن تمتلئ المساجد عن آخرها وتدعو الى "الخير"، ولا تجد من يرفع الظلم ويفضح الفساد و"الشر"؟
كيف يقود (!!) "حكومة" حزب "إسلامي" يدعي "الخير" ويمارس الشر والنفاق والكذب وكل ما يتنافى والشعارات "الدينية" التي يبشر بها؟
لنا في الحزب الظلامي الرجعي العميل، حزب العدالة والتنمية العبرة. إنه يجمع ما لا يجمع، وكلامه بالنهار ليس كلامه بالليل.. إنه حزب الدجل والدجالين، إنه الصورة الحقيقية للممارسة الدينية المكرسة للتخلف والجهل والنكوص...
إنهم يكرسون واقع الاستغلال والاضطهاد الطبقيين بالواضح والمكشوف..
إنهم يخضعوننا كرها وقمعا ويفرضون علينا الرضوخ للأمر الواقع..
إنهم يفسرون الحياة بالموت.. إنهم يؤجلون حياتنا الكريمة ليعيشوا الترف والبذخ..
هل بنكيران الأمس هو بنكيران اليوم؟ وهل الرميد الأمس هو الرميد اليوم؟ وهل الخلفي الأمس هو الخلفي اليوم؟ وهل الرباح الأمس هو الرباح اليوم؟ وهل العثماني الأمس هو العثماني اليوم؟ واللائحة طويلة وفاضحة.. إنهم مرتزقة بالدليل القاطع.. إنهم تجار الدين.. إنهم رموز "التحول/المسخ" في أبشع صوره..
(إنهم يقتلون الحياة (حياتنا) من أجل الموت (موتنا)..
شارك هذا الموضوع على: ↓