لغة اليوم: الإرهاب والترهيب..
وصلت معركة العمال يومها الثامن والعشرين (28) دون أن تتحرك إدارة الشركة المستغلة نحو حل المشاكل القائمة. بل العكس هو الذي وقع، حيث سارعت بصفاقة نحو لغة التصعيد والتهديد..
اليوم، 09 ماي 2017، كان حافلا بالأحداث المرتبطة بالمعركة، بدأت أشواطها الأولى باعتقال المكتب النقابي للعمال صباحا وأخذهم الى خنيفرة للاستجواب/الاستنطاق. وإلى حدود الآن، لا علم لنا بمصيرهم. إن اعتقال مكتب العمال جاء نتيجة لتطور الأشكال النضالية الموازية لاعتصام العمال التي تقوم بها العائلات بوتيرة متسلسلة ومنتظمة، حيث لا يخلو يوم دون احتجاجهم. والأمر كذلك، نتيجة للموقف الذي فرض من طرف العمال، أي اتخاذ موقف صريح من المكتب الإقليمي الذي اعتمد لغة السمسرة في المعركة منذ البداية..
إن الاعتقال صباح هذا اليوم هو إشارة واضحة للنظام للضغط على المعتصم ومحاولة زعزعة عزيمة العمال وبالتالي دفع المكتب النقابي للتموقع الطبيعي له الى جانب الاستغلال... وذلك موازاة مع اعتقال بعض أعضاء المكتب المتواجدين خارج المعتصم. ولم يفوت مدير الشركة الفرصة )استغلال الوضع المشحون)، إذ دعا مناديب العمال والشركة للاجتماع (رجال القانون كما يسميهم العمال) من أجل توقيع محضر يتهم فيه العمال المعتصمين بعرقلة العمل داخل المنجم. لكن ممثلي العمال رفضوا التوقيع..
النتيجة: وقع ثلاثة يمثلون الشركة ورفض أربعة. ومساء، وكما كان مقررا، جسدت العائلات المناضلة وقفة احتجاجية حضرها النساء والعمال وبعض المناضلين الذين تحدو القمع الرهيب..
لقد حوصرت الوقفة بشكل قمعي غريب، ولم يسمح لأي أحد بالالتحاق بها.. ولجأت قوات القمع الى الأساليب الدنيئة والحقيرة من شتم وسب واستفزاز لكل من اقترب من الشكل النضالي..
لابد هنا أن نسجل شجاعة زوجة/رفيقة أحد العمال وثلاثة أطفاله حاول الضابط المسؤول منعهم من حضور/المشاركة في الوقفة والالتحاق بها. إذ تفاجأ بجواب وقف مذهولا إزاءه: "زوجي في الغار يموت وأنت تريد مني الابتعاد، سأموت معه، ليس لي ما أخسره"..
استمر الشكل النضالي تحت الضغط والقمع والاستفزاز والحصار.. أخذ أحد العمال الكلمة، فندد بالحصار والتعاطي اللامسؤول لإدارة الشركة، ضاربا موعدا آخرا للنضال يوم غد، في نفس المكان والزمان..
لنكن في مستوى معارك شعبنا..
تحية نضالية
شارك هذا الموضوع على: ↓