ما اكثر "المتضامنين" ببلادنا (المغرب) وعبر العالم. هناك المتضامنون الصادقون المبدئيون، وهم اقلية قليلة؛ وهناك "المتضامنون" الانتهازيون، وهم الاكثرية الكثيرة...
ان اغلبية "المتضامنين" تجذبهم الكاميرا والصورة (الواجهة) والاهداف غير المعلنة، ومنها بالخصوص اهدافهم الخاصة، وليس اهداف المتضامن معهم..
للدناءة اوجه عديدة، ومن ابشع وجوهها "التضامن" المغشوش.. هؤلاء "المتضامنون" الغشاشون قناصون محترفون.. يتجاهلون القضايا ذات الاولوية في التضامن، وينقبون عن غيرها.. انه "التضامن" بمقابل. "اتضامن" معك واستفيد منك.. اما التضامن المبدئي واللامشروط فقد ولى عهده، وصار في خبر "كان"... اننا نعيش الاساءة للتضامن كقيمة رمزية لها اثرها وثقلها في تغيير موازين القوة لفائدة المتضامن معهم..
نعم للتضامن المبدئي واللامشروط مع كل القضايا العادلة بالمغرب وخارجه.. نعم للتضامن الاممي.. لكن، لا "للتضامن" الانتهازي، المغشوش..
كيف تترك "ضحية" تصارع الموت قرب الاقدام (على مرمى حجر)، ويتم التباهي بالتضامن مع "ضحية" ابعد من بعد النظر؟!!
مرة اخرى وللتاكيد، "نعم للتضامن المبدئي واللامشروط مع كل القضايا العادلة بالمغرب وخارجه.. نعم للتضامن الاممي..".
ولوضع النقط على الحروف، ادرج امثلة دالة بعيدا عن منطق التحامل او المزايدة:
كيف يتم تجاهل المعتقلين السياسيين ببلادنا ومعاركهم ومعاناة عائلاتهم، ويتم التهافت على "التضامن" مع المضربين الفلسطينيين؟ مرة أخرى وللتأكيد، "نعم للتضامن المبدئي واللامشروط مع كل القضايا العادلة بالمغرب وخارجه.. نعم للتضامن الاممي..". نعم للتضامن مع المضربين الفلسطينيين. لكن، ومن باب المصداقية، لنتضامن اولا مع المعتقلين السياسيين ببلادنا ولندعمهم وعائلاتهم، ولنفضح النظام وديمقراطيته وباقي شعاراته الزائفة، ولنقم بعد ذلك وبالموازاة معه بكل ما يفرضه الواجب النضالي تجاه القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية..
- وماذا عن العمال ومعارك العمال؟ هناك الكثير من "المتضامنين" يشمئزون لذكر العمال، يكرهون العمال، يحقدون على العمال.. يتضامنون مع "الشيطان" ويتجاهلون العمال.. انها البشاعة القصوى.. والدليل هو "لا تضامن" (الا الاقلية المعروفة) مع العديد من المعارك العمالية على طول بلدنا وعرضه.. واسطع فضيحة على جبين "المتضامنين" الغشاشين هو تجاهل اعتصام عمال عوام داخل الغار بمريرت، رغم خطورة وضعيتهم ورغم نداء عائلاتهم، ورغم الادعاءات والخطابات والشعارات.. وتراهم يعانقون ويصطفون الى جانب قتلة الشهداء.. فليشهد التاريخ..
- لا نحتاج الى سلة من الامثلة الفاضحة. يهمنا دعم القضايا العادلة بمبدئية وصدق نضالي.. يهمنا انتصار معارك ابناء شعبنا.. يهمنا انضاج شروط ثورة شعبنا، وخاصة الشروط الذاتية.. يهمنا تسييد الممارسة الثورية والفعل النضالي المبدئي وتوسيعه ضدا على الانتهازية المقيتة والوصولية الطبقية..
- هناك المزيد من الاعتقالات بمريرت وبني ملال وسيدي حجاج وتزنيت... وفي صفوف العمال والطلبة والمحرومين والمشردين عبر ربوع الوطن، اين "المتضامنين" الصناديد؟ اين "المتضامنين" الذين "يتضامنون" مع بعض الاشخاص "المرموقين"، ويتجاهلون اخرين. "يتضامنون" مع من ليس في حاجة الى التضامن، ويتجاهلون من هم في حاجة اليه. يتسترون وراء مقولة "المواقف المتطرفة"، وتتبخر شعارات "الحق في الاختلاف"...
انه "التضامن" النخبوي/الانتقائي والكيل باكثر من مكيال... انها الموضة.. انه "تضامن" الواجهة او "تضامن شوفوني"...
انها التصفية الصامتة للحسابات. ان تكون معي وان تقبل بما اريد وان تنفذه كما اريد او "عوم في بحرك". وسيكون مصيرك الحصار والتشويش والتشويه...
انه زمن المفارقات العجيبة...
10 ماي 2017
شارك هذا الموضوع على: ↓