2018/03/31

أحمد بيان// عندما يختبئ السياسي في جبة الحقوقي!!

عقدت بعض الأحزاب السياسية (النهج الديمقراطي واليسار الاشتراكي الموحد
والطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي) ندوة صحافية بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط يومه الجمعة 30 مارس 2018. وموضوع الندوة هو نضالات الجماهير الشعبية بمدينة جرادة وكيفية "احتوائها"، سواء قيل ذلك مباشرة أو بشكل غير مباشر.
إن المثير في الأمر، ليس جرادة وما يتعلق بجرادة، إن المثير حقا (المثير للشفقة) هو اختباء أحزاب سياسية تحسب نفسها على اليسار في جبة جمعية حقوقية.
ما هي يا ترى الرسالة التي تريد هذه الأحزاب "اليسارية" توجيهها؟ ولمن؟
أليست لديها مقرات؟
حسب علمنا، الأحزاب المعنية تتوفر على مقرات بالرباط والدار البيضاء ومدن أخرى. وهناك مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط ومقر هيئة المحامين بالرباط ومقرات الهيئات النقابية بالرباط وبمدن أخرى...
لماذا مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالضبط؟
من الحزب صاحب هذه الفكرة "العبقرية"؟
أولا، اقتحام مقر هذه الجمعية الحقوقية يمس باستقلاليتها ويغيب مواقف الأطراف السياسية الأخرى التي تنتمي اليها، بل يهين هذه الأطراف ويهين المناضلين غير المنتمين لأحد هذه الأحزاب والأطراف السياسية؛
ثانيا، قضية جرادة، كما قضية الحسيمة (الريف...)، قضية سياسية لا غبار على ذلك. والتناول الصحيح لها لا يمكن أن يكون إلا تناولا سياسيا وبالواضح.
إن احتماء السياسي بالحقوقي تعبير عن الجبن والعجز في نفس الآن. وأكثر من ذلك، ففي الأمر تهرب مكشوف من تحمل المسؤولية، أي تهرب من المواجهة السياسية مع النظام، وإعلان موقف صريح من إجرام النظام، حتى لا نقول شيئا آخر.
وهنا يطرح السؤال: ما هو دور هذه الأحزاب السياسية "اليسارية" أو "الديمقراطية"؟
ما هو المطلوب سياسيا في ظل احتداد الصراع الطبقي على طول بلدنا وعرضه؟
هل القيام بدور الإطفائي؟
هل إنجاز أنشطة حقوقية لفائدة "الأطفال"؟
هل كفكفة دموع اليتامى والمعطوبين والمشردين والطبطبة على أكتافهم؟
هل المطالبة بالمحاكمة "العادلة" للمعتقلين السياسيين؟
هل توظيف نضالات الشعب المغربي الكادح والركوب عليها لقضاء المآرب الخاصة؟
إن للأحزاب المذكورة فيالقها داخل الجمعيات والنقابات، ومنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل.
ما هو أثر هذه الإطارات الى جانب الجماهير الشعبية بمدينة جرادة، وقبل ذلك بمدينة الحسيمة؟
ما هو دور هذه الفيالق داخل هذه الإطارات؟
هل الصمت أم مباركة "العرض الحكومي" أو بالأحرى مناورة الحكومة؟
لقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وللدقة، تبين الخيط الأصفر من الخيط الأحمر.
واليوم، أي بعد هذا الوضوح/الفرز السياسي، فمن لم ينتصر للخيط الأحمر، فهو متواطئ وليس جذيرا بالحديث باسم الشعب أو العمال أو القضية.
فبدل عقد الاجتماع بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، كان الأجدى عقد ذلك الاجتماع "المهم" بأحد المقرات الحزبية أو النقابية بجرادة أو وجدة (سياسة القرب وديمقراطية القرب أو حتى انتهازية القرب).
وفي جميع الأحوال، ما الهدف من الاجتماع بعد كل ما جرى بجرادة من قتل وقمع ودهس واعتقالات...؟
استعراض العضلات؟
أين الحسيمة الآن؟
وبعد حين قريب، سيطرح السؤال: أين جرادة؟ كما طرحت أسئلة عديدة حول مدن عديدة.
سلوك غريب حقا. سلوك يعبر عن الاستهتار بالمسؤولية. سلوك بعيد عن الأخلاق النضالية. سلوك لا يمت بصلة الى اليسار أو النضال...
ومن باب الاعتراف بصيغة عامة، أين اليسار الحقيقي؟



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق