31‏/03‏/2018

صوفيا ملك// الصمت تواطؤ والصمت على التواطئ تواطؤ.

من انتفاضة الشمال إلى انتفاضة الشرق..

كانت ولازالت شهورا من الفعل والمقاومة وتحدي الحصار و.. في الشمال والشرق. 
كانت شهورا من التضحية وصلت حدود تقديم شهداء ومعتقلين.
كانت مسيرات ووقفات متفرقة وممركزة للتضامن دون تحقيق أي هدف، ودون إضافة أي شيء للصراع باستثناء محاولة الالتفاف وتسقيف الفعل النضالي للحد من أي تطور جذري.. 
وكان من قبل ضجيج لحد التخمة، من هناك، ينشد الشعارات الثورية، والكلام الثوري، وإدعاء التموقع النقابي والجمعوي، والفعل في كل اتجاه،.. وصمت أهله صمت القبور بعد اندلاع انتفاضة شوارع الجوار.. والسؤال :
لماذا هذا الصمت القاتل؟ !
 وهل هناك من لم يفهم هذا اللغز؟ ! 
ومتى يمكن الحديث عن التواطئ المكشوف؟ !.. 
إن تواطؤ الانتهازي والإصلاحي والبيروقراطي واقع مفهوم يعبر عن انسجامهم ومصالحهم الطبقية، لكن صمت "الثوري" مع أوج نضال الشوارع، وعلى الأبواب، فذلك ليس له أي معنى سوى أن حديث الليل يفضحه صراخ الشوارع..
فالمحدد ليس ادعاء الماركسية أو اللينينية أو الماوية أو التروتسكية.. بل المحدد هو الموقف السياسي وإلى من تنحاز طبقيا ولجانب من تقف فعليا، كما لا معنى لأي موقف سياسي لا يُحمل محمل الجد لعكسه على أرض الواقع في كل مراحل تطور الصراع الطبقي. 
صحيح أن انحصار وتعثر الثوريين واقع يبرره غياب الأداة الثورية المكافحة والمقاومة القادرة على تنظيم القوى الطبقية المعنية بالتغيير.. لكن الفعل النضالي لجماهير شعبنا في حاجة للانخراط المسؤول من قبل الثوريين الحقيقيين للإسهام في رسم الأفق السياسي الجذري للحركة النضالية لشعبنا وتأطير الجماهير وتوعيتها بمصالحها وتعرية المندسين والمنبطحين والبياعة وكشف كل الأوهام السياسية ومروجيها.. 
لهذا ليس بالمناضل الثوري من يضع رأسه في الرمال مع اندلاع عواصف الشوارع.. 
صحيح أن انخراط العمال والفلاحين وكل الكادحين هو الأساس والقوة لأي فعل نضالي يهدف لكنس طبقة الكمبرادور والملاكين العقاريين الكبار بكل أجهزتهم ومؤسساتهم ورموزهم لكن هذا لا يعفي المناضل من مسؤولية الاسهام في التأطير والتنظيم والتوجيه ورسم الأفق السياسي المتمثل في هدم النظام القائم.. والحركة النضالية لشعبنا اليوم في حاجة لأداة سياسية لخوض الصراع وتجاوز أشكال فعل تساعد العدو على هيكلة ذاته وتعطيل قوى الجماهير الشعبية، ولا إمكانية للانتصار فيه.. بمعنى أن الحركة في حاجة لانخراط الثوري من موقعه وبعنوانه الطبقي للمرور إلى البناء ولتعدي خوض المعارك التي يسوقنا لها العدو.
وهذه مسؤولية المناضل الثوري الحقيقي وتسقط على المناضل الثوري النعامة.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق