2018/03/31

حسن أحراث// كيف كنا نخلد ذكرى يوم الأرض (30 آذار)

كانت ذكرى يوم الأرض (30 مارس) بالنسبة الينا قبل الاعتقال (1984) حدثا بارزا. فلا
يمكن أن تمر دون أثر مشهود، خاصة في الثانويات والجامعات، انسجاما وتجسيدا لشعار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب "القضية الفلسطينية قضية وطنية". فجل الثانويات كانت تنظم أياما ثقافية تستحضر من خلالها مقاومة الشعب الفلسطيني وتضحياته البطولية، في علاقة ذلك بنضالات شعبنا وتصدي الشعوب المضطهدة عموما لإجرام الرجعية والصهيونية والامبريالية. وكانت الجامعات بدورها تعرف نقاشات مستفيضة حول سياقات الانتفاضة الفلسطينية ليوم 30 مارس 1976، وأشكالا نضالية في مستوى رمزية الذكرى، وبحضور بعض المناضلين الفلسطينيين. وطبعا، كانت الأجهزة القمعية لا تدع المناسبة تمر دون أن تمارس طقوسها المعتادة في الحصار والتضييق والاستفزاز.
ومن بين أبرز محطات تخليد ذكرى يوم الأرض، أستحضر 30 مارس 1983 (أقل من سنة عن اعتقال مجموعة مراكش، إثر انتفاضة يناير 1984). فبعد نقاشات رفاقية عميقة في صفوف مناضلي الحركة التلاميذية والحركة الطلابية بمدينة مراكش، استقر الموقف على تنظيم الذكرى عبر مسيرة في الشارع العام. وتم اختيار ساحة حي باب تاغزوت (أمام سينما مرحبا)، لانطلاق المسيرة، وبالضبط يوم الأربعاء مساء (الساعة الرابعة)، حيث السوق الأسبوعي الشعبي حينذاك في أوج التئامه. وكم تحسرنا حينه لعدم مشاركة الشهيد مصطفى بلهواري في حلقات التحضير للمسيرة، وذلك بسبب الملاحقات والمتابعات البوليسية التي كانت تستهدفه.
وبالفعل، وفي الموعد المحدد، انطلقت المسيرة بشعارات قوية وبحضور مكثف للمناضلين والمناضلات والجماهير الشعبية. ولم ينتبه النظام للشكل النضالي المميز حتى اقتربت المسيرة من ساحة جامع الفنا، أي بعد حوالي ساعة من انطلاقها. كما لم يتوفق في تفريق الجموع المتظاهرة حتى تجاوزت المسيرة الساحة المذكورة. وقد نجح المناضلون في صنع الحدث دون أن تتمكن الأجهزة القمعية من تفكيك لغز تنظيم المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض المجيدة.
ولا يفوتني أن أذكر أننا في ختام المسيرة، وعندما رجعنا الى قواعدنا منتصرين، التحقنا بالشهيد بلهواري وحكينا له بفرح رفاقي تفاصيل ما جرى. 
باختصار، كان لتخليد المحطات النضالية لشعبنا وللشعوب المقهورة، معاني عميقة ودلالات معبرة عن رؤية واضحة للمستقبل. أما اليوم، فقد صار حدث التخليد كعدمه. وليس أدل على ذلك من وقفة الرباط أمام البرلمان. وأقل ما يمكن أن يقال عنها، إنها وقفة بئيسة...

النصر للقضية الفلسطينية؛
المجد والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني البطل؛
المجد والخلود للشهداء المغاربة الذين قدموا دماءهم الزكية فداء لقضية فلسطين: محمد كرينة وزبيدة خليفة وعادل أجراوي وعبد الرزاق الكاديري...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق