2018/10/08

حسن أحراث// مسيرة 07 أكتوبر 2018 بالرباط: الأمل الحاضر والغائب

كل الأشكال النضالية تبعث على الأمل، من انتفاضات واعتصامات ووقفات ومسيرات وإضرابات...
ويكبر الأمل عندما يخوض هذه الأشكال النضالية المعنيون أكثر بالثورة المغربية. وأقصد بالدرجة الأولى العمال والفلاحين الفقراء. أعرف أن هذا القول يستفز "البعض" ويثير اشمئزازه، وأعرف أيضا أن هناك من يضحك حتى ترى "ضرسة العقل ديالو" (وأين له من العقل!!).
كيف ولماذا؟ سؤالان مشروعان بالنظر الى سيادة التغليط والتدجين والتنميط والإجرام...
إن الحديث، ومجرد الحديث أو ذكر الثورة المغربية يعتبر لدى "البعض" عودة الى زمن ولى، زمن انتهى، زمن ماركس وانجلز ولينين وستالين وجيفارا وثوار آخرين صاروا اليوم مجهولين (طبعا، بفعل فاعل محترف). إنهم يعتبرون شعار الثورة المغربية حلم لن يتحقق. إنها لغة الخشب بالنسبة اليهم. هذا "البعض" معروف بتملقه وانتهازيته وخيانته واستسلامه، وطبيعي أن تصدر عنه مثل هذه الأحكام المقيتة (أحكام قيمة). ومن يردد هذه الأسطوانة يضع نفسه بنفسه في هذه الخانة/المستنقع. إننا بدورنا نحتقره. وهذا "البعض" لا يتوقف عند هذا الحد، إنه يخوض الحرب العشواء ضد المناضلين حاملي حلم الثورة المغربية، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. إنه يحقد عليهم بجنون. ومن يحقد على المناضلين بهذه الدرجة من الجنون ليس غير حليف للنظام القائم اليوم أو غدا (إن غدا لناظره قريب). أما من "يضحك" بطعم البكاء، فلأنه خارج التغطية وقابل بالذل والهوان، وتراه يفضح جبنه وانهزاميته بتلك الأشكال الممسرحة والبئيسة.
لا يهم.. من تعنيه الثورة المغربية حقا، فليتجند لها بغض النظر عن حقد الحاقدين ومكر الماكرين. أتفق أن طريقها شاق وعسير، وأن النظام اللاوطني اللاديمقراطي الللاشعبي مجند لاستئصال أي فعل نضالي مزعج، لكنها ليست طريقا مسدودة. 
عودة الى الموضوع، بالفعل، كل الأشكال النضالية تبعث على الأمل. فقط، يحز في النفس أن تكون جهات غير مناضلة وراء هذه الأشكال. ويؤلم أن توظف الأشكال النضالية لأهداف وغايات سياسية غير معلنة، وتضر في كثير من الأحيان المشاركين فيها. ونادرا ما تحقق طموحات المتضررين وتنتزع مطالبهم. والخطير أن تفقد الثقة في هذه الأشكال، كما فقدت الثقة في الأحزاب السياسية وفي القيادات النقابية والجمعوية، وحتى في المناضلين. وهذه حال من أحوالنا غير المقبولة، لأنها تعبر عن ضعفنا السياسي وعجزنا عن الانخراط النضالي المنظم في قلب الصراع الطبقي. لكل طبعا أولوياته (إنه الصراع الذي لا يرحم، ولا يعرف النية الحسنة). وبالنسبة لنا، لا أولوية تفوق بناء الذات المناضلة. لقد احترقنا في معارك وأخرى الى جانب العمال والفلاحين الفقراء والمعطلين والطلبة والمشردين والمعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وقدمنا تضحيات مشهودة. لكن، ماذا بعد؟ إننا نجد أنفسنا في بداية السباق (حالة سيزيف حرفيا). وعندما نلح على أولوية بناء الذات، فلا يعني ذلك الغياب عن الواقع وعن معارك الواقع. ببساطة، لأن بناء الذات لن يتم في الأذهان أو في الأحلام، إنه يتبلور في خضم الصراع الطبقي اليومي. ولم يخطئ من قال "بناء الحزب الثوري تحت نيران العدو". 
باختصار، الصراع الطبقي ليس خطا مستقيما. إنها معارك طبقية مستمرة، يتحقق فيها الانتصار وتحضر فيها الهزيمة، هذه الأخيرة التي يجب أن نصنع منها انتصاراتنا. فيجب أن تكون لنا دروسا وسندا لمواصلة معاركنا. 
وماذا عن مسيرة 07 أكتوبر 2018؟
إنها معركة الأمل إذا تجندنا لتكون استمرارا لمواجهة المخططات الطبقية التدميرية في قطاع التربية والتكوين. إنها معركة الشعب المغربي وأبناء الشعب المغربي، أطر تربوية وإدارية وطلبة وتلاميذ وأسر. فليس سهلا أن تفجر معركة اليوم، حيث سيادة الصمت والخنوع والقبول بالأمر الواقع، خاصة والانصياع التام للقيادات النقابية البيروقراطية لتعليمات وأوامر النظام وأزلام النظام. واللوم بالدرجة الأولى سيقوم على المشاركين وليس فقط على المنظمين. لنتحمل مسؤولياتنا من كل المواقع، منظمين أو منخرطين أو مشاركين، ولنحاسب أنفسنا قبل محاسبة غيرنا. إنها معركتنا في تعددها، ولنناضل من أجل استمرارها حتى انتزاع حقوقنا ومطالبنا.
لن نخجل من ترديد "إنها البداية". لأننا فعلا في البداية...
وعموما، فحضور الأمل بحضور العمل. وغياب الأمل بغياب العمل...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق