2018/11/24

أحمد بيان// الكنفدرالية الديمقراطية للشغل: المؤتمر أم المأثم؟

أولا، عندما نتحدث عن تواطؤ النقابات بالمغرب مع النظام القائم وعن
بيروقراطيتها وعن إجهاضها للمعارك النضالية وعن تخلفها عن دينامية الصراع الطبقي و(...)، نقصد بالضبط وللدقة القيادات النقابية. فلا يخفى ترابط مصالح هذه الأخيرة بمصالح القاعدة الطبقية للنظام، أي البورجوازية الكبيرة. ومعلوم أن بعض "كبار" النقابيين، ومن بينهم "زعيم" الاتحاد المغربي للشغل، ينافس كبار الباطرونا، في مجالات اقتصادية عدة، سواء بأسمائهم المكشوفة أو من خلال حوارييهم، وتحت رعاية النظام وبدعم منه. وهي حال العديد من قادة الأحزاب السياسية، ومنها المحسوبة على "المعارضة" وحتى "اليسار"؛
ثانيا، عندما ننتقد النقابات، وخاصة القواعد، لا ننسى أن لنا رفاقا ضمن هذه القواعد. بمعنى أننا بدورنا نتحمل جزء من المسؤولية فيما يتعلق بالوضع النقابي العام بالمغرب. فقط، لأننا في موقع ضعف سياسيا وتنظيميا، نتفهم الشروط التي يناضل في إطارها رفاقنا النقابيون. ونحيي بالمناسبة جهودهم وتضحياتهم، ونستنكر بالتالي المؤامرات التي تحاك ضدهم وكذلك أشكال الحصار والإقصاء.
ثالثا، ماذا عن المؤتمر السادس للمركزية النقابية الكنفدرالية الديمقراطية للشغل؟
ماذا عن المؤتمر الذي يصادف الذكرى الأربعين (40 سنة) لميلاد هذه المركزية النقابية؟
40 سنة، وفقط المؤتمر السادس!! إنه مؤشر دال على البيروقراطية..
40 سنة، والزعيم هو الزعيم!! إنه مؤشر دال على الانتهازية..
40 سنة، والإجهاز الفظيع عن المكتسبات!! إنه مؤشر على التواطؤ...
إن ما تعرض له نقابيو خنيفرة، أي الإقصاء غير المبرر، كاف لفهم سيناريوهات المؤتمر السادس. إنه بحجم استضافة الجلاد ادريس البصري للمؤتمر الثالث، ومستشار الملك فؤاد علي الهمة للمؤتمر الرابع بمدينة العيون...
فعن أي انتظارات يمكن أن نتحدث مع المؤتمر السادس؟
كفى من الأوهام...
كفى من الصمت...
كفى من تزكية تجار العمل النقابي...
فمن يمجد الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، إنما يمجد قيادتها البيروقراطية والمتواطئة؛
لقد راح زمن العبيد، أيها العبيد... حرروا أنفسكم إن كنتم غير ذلك... أما ومصالحكم المشتركة، فأنتم العبيد القادة، بل القادة العبيد...
فحتى الإعلان بعد المؤتمر السادس عن بعض الشعارات المفروضة (بقوة الواقع)، مثل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين (وهو ما قد يفاجئنا)، لن يخدعنا. وحتى إحالة "الزعيم" الأموي "بوتفليقة" على التقاعد القسري (وهو ما نشكك فيه) لن يفرحنا. 
إننا نحتكم للواقع، لمرآة الحقيقة...
إن استبدال زيد بعمرو لن يقنعنا...
فلا بديل عن إسقاط القيادة البيروقراطية برمتها، وبالتالي تبني معارك أبناء شعبنا من عمال وفلاحين فقراء ومعطلين...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق