بعد القرار السريع والمرتجل الذي تم تصريفه عبر الكراكيز الحكومية، امتثالا لأوامر الخارج المتحكم في مصيرنا، خاصة بعد زيارة الرئيس المدير العام لمجموعة رونو، والقاضي باعتماد التوقيت الصيفي كتوقيت رسمي طيلة السنة؛
ونظرا للآثار السلبية الكارثية المباشرة وغير المباشرة لهذا القرار على الغالبية الساحقة من جماهير شعبنا؛
جاء الرد القوي والسريع من الفئة الأكثر تضررا. فطيلة الأيام التي تلت الإعلان عن القرار خرجت الى الشارع جماهير غفيرة من الشبيبة التعليمية، تلاميذ الابتدائي والثانوي (الاعدادي والتأهيلي)، معلنين وبشكل صارخ الرفض القاطع لهذه القرار. هذه المظاهرات الجماهيرية الغفيرة والتي تحدت فيالق القمع في العديد من المدن، أعادت إلى الأذهان الانتفاضة الشعبية الخالدة ليوم 23 مارس 1965 والتي أشعلت الشبيبة التعليمية شرارتها الأولى بعد القرار المشؤوم لوزير التعليم آنذاك يوسف بلعباس القاضي بطرد التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا.
كان القرار الذي اتخذه النظام في تلك الفترة كتطبيق للتصميم الثلاثي بشأن التعليم، يقضي بتنفيذ إجراءات طبقية خطيرة تمثلت في الطرد من المؤسسات التعليمية بالنسبة للتلاميذ البالغين من العمر 15 سنة من السنة الأولى والبالغين من العمر 16 سنة من السنة الثانية والبالغين 17 سنة من السنة الثالثة.
إن ما يحدث في المغرب حاليا من نضالات شعبية متتالية يفتقد للتنظيم المحكم، ويرسل إشارات لمن يهمهم الأمر…
آن الأوان للوقوف بكل جرأة ومسؤولية على أسباب تخلفنا عن مواكبة وقيادة معارك وانتفاضات شعبنا...
آن الأوان، ولم يفت بعد على استدراك ما فات...
شارك هذا الموضوع على: ↓