01‏/03‏/2019

حسن أحراث// احتفاء في زمن النسيان في ذكرى اعتقالي: 27 فبراير 1984.

عشت اليوم، 27 فبراير 2019، حدثا استثنائيا بكل المقاييس. عشت مفاجأة سارة، مفاجأة عظيمة..

اعتقدت صبيحة اليوم أني في مهمة مهنية الى جانب زميلات عزيزات وزملاء أعزاء بالمديرية الإقليمية الصخيرات تمارة؛ وإذا بي أفاجأ باحتفاء رائع وجميل بمناسبة ذكرى اعتقالي.. 
إنه بلسم لجراح الماضي، إنه الوفاء الذي غاب عنا كثيرا... 
إنه تأكيد لوجود العظيمات والعظماء والطيبات والطيبين والمبدعات والمبدعين...، وفي شتى المجالات..
إنه تأكيد أيضا لغياب "الغائبين"، وتكليف وفاء تجاه قضية وشهداء..
فليس سهلا أن تحيا في زمن النسيان والتيه وفي ظل الخنوع والسكون...
وليس سهلا أن تعانقك الأحضان الدافئة، وأن تصافحك الأيادي النظيفة، وأن تلج بعنفوان خلجات القلوب الكبيرة..
كن كما أنت.. كن أنت اليوم وغدا ودائما..
كن منسجما، قولا وفعلا..
لا داعي لتقول: "أنا مناضل". فأدعياء النضال في كل مكان وزمان..
كن صادقا، يصدقك الصادقات والصادقون..
كن متواضعا، تنل الحب والاحترام والتقدير..
لست وحدك.. الواقع بمرارته مرآة حقيقة وشاهد إثبات..
***
عشت اليوم، 27 فبراير 2019، ميلادا جديدا.. عشت لحظات متعة نادرة..
سافرت بعيدا في الماضي والحاضر والمستقبل، وحلقت عاليا في كل الاتجاهات..
غصت في المياه العميقة وتسلقت الجبال الشاهقة..
كانت رفقة من زمن آت، رفقة سابقة لأوانها..
كان الحدث أقوى مما يتصور.. 
كانت المفاجأة شديدة..
هل أنا محظوظ، والى هذه الدرجة؟
نعم، لا شك في ذلك، وحتى في غياهيب السجون والدهاليز المظلمة والزنازن الصدئة والكاشوات.. 
شكرا لمن صنع هذه المفاجأة السارة ولمن شارك فيها.. بل شكرا لمن منحني عمرا جديدا ومتسعا من الحياة والشباب والحيوية...
كيف أنسى تجربتي وتضحيتي ورفاقي، الشهداء والأحياء..؟
كيف أنسى صناع الأمل والجمال والحياة..؟ 
كيف لا أعشق الحياة..؟ 
كيف لا أحب الآخر الذي يقاسمني الفرح وكسرة الخبز وجرعة الماء..؟
كيف لا أنظم الشعر، عفوا لست شاعرا..؟
كيف لا أبوح وأعترف بضعفي أمام قوة بنات وأبناء شعبي..؟
كيف لا أصمد..؟ كيف لا أقاوم..؟
كيف لا أحلم بمستقبل خال من الظلم والعسف..؟
كيف لا أطمح الى عزة النفس..؟
كيف لا أسعى الى احتضان الشمس، وقد احتضنتني اليوم الشمس..؟
...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق