03‏/09‏/2019

CAMARADE ML// و تستمر معاناة الطلبة المغاربة و المهاجرين بالخارج في صمت...

أُتيح لي أن أزور مجدداً رفاقا طلبة بالمهجر. الأوضاع، أوضاع الطلبة من أبناء الجماهير الشعبية، تختصرها كلمات إحدى أغاني الشيخ إمام: "العيشة مُرة آخر مرارة".

و ما يزيد الواقع مرارة هو غياب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم الخارج) في ظل هجوم الامبريالية على الحق المقدس في التعليم بالرغم مما تسوقه من أكاذيب حول الديموقراطية و تكافؤ الفرص طالما تنكشف كلما اقتربنا من الواقع المر الذي يعيشه الكادحون كأغلبية ساحقة.
فبالرغم من أن الجامعات "عمومية" (على الورق فقط)، و قد وافقت على قبول ملفات هؤلاء الطلبة مسبقاً، فإن أداء رسوم التسجيل و الدراسة الباهظة إجباري. مما يعني أن التعليم ليس مجانيا.
و ما يزيد الطين بلة هو قرار فرنسا الأخير شهر نونبر 2018، و القاضي برفع رسوم الدراسة للطلبة الجدد الأجانب (خارج الاتحاد الأوربي، ابتداءاً من 2019) إلى 3770 يورو بالنسبة للماستر و 2770 يورو بالنسبة لسلك الإجازة. و هو ما يوفر للرأسمال الفرنسي ربحا قدرته بعض الصحف الفرنسية ب 700 مليون يورو!
ضف إلى ذلك التكاليف اليومية المرتبطة بالدراسة و لوازمها: النقل، الأكل، المقررات، الكتب، المراجع، و ما إلى ذلك.
و تزداد الظروف قساوة في غياب السكن الجامعي. فعموما ليس للطالب المغربي حق السكن في الأحياء الجامعية. و بالتالي فاللجوء إلى الكراء (و ما أدراك ما الكراء) إجباري أيضا.
تكلفة ايجار استديو في باريس، أي زنزانة بكل المقاييس، لا يمكن أن تكون أقل من 1000 يورو. طبعا لا أتحدث عن باريس المركز، و إنما في الأحياء الأخرى أو في الضاحية بعيدا.
و في غياب المنحة، على الطالب المهاجر أن يدبر مصاريف الحياة الدراسية بنفسه. فيكون مجبراً للبحث عن "شغل". و أي شغل؟. نادل مقهى أو مطعم، أو منظف، أو الاشتغال بعيداً في المزارع، إلخ.
إذا ما حدث و توفرت فرصة "الشغل"، فبشرط أساسي، و هو التفرغ الكلي للعمل في الأوقات المحددة من طرف المشغل (النهار أو الليل، أو هما معاً). مما يعني أن امكانية التوفيق بين الدراسة و الشغل هي شبه منعدمة. فيكون الطالب مجبراً على التخلي عن الدراسة او التضحية بجزء كبير من الحصص، أو الاكتفاء بالاشتغال خلال العطلة الصيفية، إذا ما توفرت فرصة الشغل، و هي صعبة في كل الأحوال.
هذه بعض من جوانب المعاناة عنوانها غياب المنحة و السكن و المطاعم الجامعية و توفير النقل...، و بالمقابل أداء الرسوم. مما يخلف وضعا مأساويا لا يمكن أبدا أن يوفر شروط التحصيل الدراسي و العلمي.
يقول أحد الطلاب الأجانب بباريس في حوار نشرته إحدى المجلات، و هو جزائري يشتغل نادلا بمطعم: "أضطر للعمل كي أصرف على نفسي وأدفع مع صديقي نصف إيجار الغرفة...صعوبات كثيرة نواجهها هنا. الحياة مكلفة ولا نستطيع تأمين يومياتنا. وأهلي غير قادرين على مساعدتي. يكفي أنهم أمنوا لي تذكرة السفر...لا أستطيع متابعة كل محاضراتي. أضطر للسهر والنوم لساعات قليلة، لألحق الدرس وتنظيم حياتي. أحيانًا أنسى الأكل...كنت أبكي خفية. شعرت بقسوة الحياة جدًا. و أحسست أنني وحيد، وربما أصبح في الشارع. لا أحد يعينك هنا. عليك أن تحفر بأظافرك كي تعيش وتنجو"...
بات واضحا كيف أن الامبريالية و الأنظمة الرجعية التي تدور في فلكها تقتات على دماء الفقراء حتى فيما يتعلق بأبسط حقوقها المقدسة كالتعليم و الشغل و الصحة...
طبعا مقابل البؤس و المعاناة، يعيش أبناء البرجوازية و رموز التحالف الطبقي المسيطر البدخ و الترف من أموال نهوبها من جيوب الفقراء و الكادحين...
في ظل هذا الواقع المرير، بات ضروريا خوض نضالات للطلبة الأجانب بالخارج و في مقدمتهم الطلبة المغاربيون و المغاربة على وجه الخصوص تحت لواء المنظمة الطلابية أوطم.
انها مسؤولية كل المناضلين المبدئيين في الداخل و الخارج...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق