ابتدأ الليل لعبته..من جديد..
سقطت ظلمته على الأجفان ..
و تجاوزت الساعات كل الاحتمالات...
ابتدأ الحنين يتسرب...خلف زجاج النوافذ ..
تضيق بنا المسافات الفاصلة...
لتتغير هندسة الارواح...
لترتعد الأوصال...
الكل يختلي في لغزه...
الجميع يحصد النجوم من أمس حاضر...
من صدى ذاكرة جدار الصمت..
من أوعية دموية تجري بين الشرايين ...
تحت مظلة السواد ...أبحث على من يشاركني حروفا مغمسة بالدم...
أتسآل ..عن كم طعنة أتحسسها في الخفاء ..تسقطني في ثلاث ثواني...
تسبقني روحي الى معانقة أمي ..كما تتسابق الكلمات لإحتضان الحروف...
فأرحل مع عطر ثيابها ...التي سأكتفي بها ألف عام..
لأنثر رائحتها على ضفاف قلبي كل يوم من جديد ...
و أتوسل الى ذاكرتها أن لا تفقدني ..كي لا أصير رمادا يمشي على يديه ..
لا أحد يدرك جنون حاجتي الى حنانها ..ذاكرتها و حضنها..
لا يمكن لذاكرة أمي أن تتلاشى في ثواني و هي التي حملت بين ثناياها تاريخ ولادتي ..أوقات حزني و فرحي ..ساعات شبعي و جوعي...
فأنا مجموعة من القطع المرسومة في مذكرتها ..أتلاشى مع كل ذكرى تمحى من عقلها...و لن أُزرع في أي مكان من جديد و لو كانت الجنة نفسها...
سأصير لاجئا تاه عن ذاكرة أمه..
فأنا ذاكرة أمي ..و أمي هي الذاكرة ..
Veste Blanche...
شارك هذا الموضوع على: ↓