20‏/01‏/2020

حسن أحراث // زينة أوبيهي، كما هزمت الزنزانة ستهزم "الجراحة"...

ستجري المعتقلة السياسية السابقة زينة أوبيهي عملية جراحية غدا الاثنين 20 يناير 2020.

ولمكر الصدف، فقد اعتقلت المناضلة زينة إثر الانتفاضة الشعبية الخالدة في يناير 1984. تحدت ظلمة الزنزانة وجبروت الجلاد وغلظة السجان. قاومت سنوات الحيف والظلم والإقصاء... وها هي بعد 26 سنة من الصمود والبذل والعطاء وجها لوجه مع مخلفات الماضي الأليم. ها هي كما دائما امرأة قوية وشامخة ومتفائلة..
الرفيقة زينة اسم على مسمى...
كتبت في مقال لها أسفله "فلم نولد لنعتقل.. ولم نولد لنقتل.. ولم نولد لنشرد ونهان.." (16 يوليوز 2015). بالفعل، ولدنا رفيقتي العزيزة، لنعانق الحياة الكريمة ولنساهم في صنع المستقبل السعيد لشعبنا وللإنسانية جمعاء...
من بين عيوبنا رفيقتي، أننا لا نبوح بأسرارنا (البريئة والجميلة) إلا بعد فوات الأوان. ننمق الجمل وندبج القصائد في غياب المعنيين بها، وكأننا نخاطب أنفسنا، أو الأصح نرجسيتنا. وسرنا المشترك رفيقتي هو الإلهام والدفء اللذين نستمدهما من بعضنا البعض. فأنت ملهمة رفاقك وقدوتهم. فأنت رمز المناضلة المكافحة بكل معاني التضحية ونكران الذات...
بجانبك رفاق ورفيقات يقدرونك ويحبونك ويؤازرونك..
بجانبك تاريخ لا ينسى، وذاكرة شعب لا تشيخ..
بجانبك أمين وليلى (الحاضر)، وأيمن (المستقبل)..
اسألوا زينة عن أمين وليلى وأيمن...
اسألوا زينة عن نعيمة وأسماء وسامية ويونس..
اسألوا زينة عن رفاقها ورفيقاتها..
اسألوا زينة عن زينة...
اسألوا الرفيقات والرفاق عن زينة..
اسألوا الرفيقات والرفاق عن أنفسهن/هم..
دعوا رحيق البراكين يسقي الربيع والأشجار والحياة...
قالوا: "دع مئة/ألف زهرة تتفتح"، أقول "دع مليون/بليون زهرة تتفتح..."
زينة زهرة تتفتح باستمرار..
زينة قوية كما دائما، وستهزم "الجراحة" كما هزمت الزنزانة...
ثقتنا فيك عالية لأنك أنت مناضلة غالية...
اقتناعك بقضية شعبك وعشقك للحياة مصدر نجاحاتك وانتصاراتك الباهرة...
ننتظرك/نعانقك، لكي نواصل المعركة معا...
فيما يلي مقال للرفيقة زينة بعنوان "تجربة اعتقالي: ذكرى الصمود والأمل..":

"غادرت السجن في شهر يوليوز سنة 1984، ولم يغادرني حتى الآن.. أتذكره ويتذكرني.. أذكره في شخص الجلاد وسوط الجلاد وفي صورة العتمة والأسوار الخانقة والقضبان الصدئة.. أذكره في سيف الإذلال والخنوع ورائحة الموت.. وبدون شك، يذكرني امرأة شامخة وصامدة وعاشقة للحياة والجمال.. يذكرني أقوى من الجلاد ومن أسياد الجلاد.. يذكرني شعلة ستحرق أيادي الظلم والاستغلال والاضطهاد..
غادرت السجن لأستقبل في نفس الشهر خبر استشهاد المناضل عبد الحكيم المسكيني بالسجن المحلي ببني ملال، وبعده، في شهر غشت من نفس السنة، استشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري، بطلي مجموعة مراكش 1984..
لم تتوقف المعاناة، لم يتوقف الألم.. استمر السجن يلاحقني بكل ما يرمز اليه من دلالات التدمير والحصار وآيات الإخضاع والتشريد والضياع..
في كل يوليوز تحضر الذكرى، بل الذكريات.. ذكرى الاعتقالات، ذكرى الاستشهادات.. وفي كل غشت تنزف جراحنا وتتعمق مآسينا.. من الدريدي وبلهواري بسجني الصويرة واسفي الى شباضة بسجن لعلو بالرباط سنة 1989 ثم مزياني بسجن عين قادوس بفاس سنة 2014..
في كل شهور السنة، تحضر الذكرى.. يحضر الألم والمعاناة.. لكن، يحضر الصمود أيضا.. ويحضر الأمل والعمل..
لقد ولدنا لنحيا حياة العز والكرامة والمساواة.. الحياة السعيدة، حياة الفرح والحب والإبداع والحلم..
فلم نولد لنعتقل.. ولم نولد لنقتل.. ولم نولد لنشرد ونهان..
فعلا، ولدنا لنناضل.. ولدنا لنقاوم.. ولدنا لنصنع الفرح..
وسنستمر في أداء الرسالة رغم الاعتقال ورغم الاغتيال ورغم القمع والجوع..
فلتكن كل ذكرياتنا تجديدا للعهد على مواصلة مشوار النضال، مشوار الشهداء، مشوار المعتقلين السياسيين، مشوار العمال والفلاحين الفقراء وكل المضطهدين..
لتكن كل ذكرياتنا صمودا وأملا وعملا لقهر أعداء الإنسان المنتحلين لصفة الإنسان، صانعي الدمار والخراب وحاملي فيروسات الضغينة والكراهية..
لنجعل كل ذكرياتنا محطات حب للقضية وللرفيقات والرفاق القابضات والقابضين على الجمر، السائرات والسائرين في درب المسكيني والدريدي وبلهواري وشباضة ومزياني وكافة الشهداء على طول شهور السنة وفصولها..
لنجعل كل ذكرياتنا مشاتل لإنتاج آيات البطولة والتضحية من أجل خلاص ومستقبل شعبنا المكافح..
لتكن ذكرياتنا تعبيرا عن نضجنا وعن دعواتنا الصادقة لتجميع قوانا المشتتة، لتصير قوة ضاربة في عمق خندق العدو الواحد الذي ينفرد بنا الواحد تلو الآخر..
فكم سنحيي من ذكرى؟! وكم سنحصي من شهيد ومن معتقل سياسي ومن معطل ومن مشرد ومطرود ومن جريح...؟!
كم سنحصي من خيبة أمل ومن عثرة ومن خيانة ومن طعنة غدر... ؟!
ألا نستحق تخليد محطات الانتصار تلو الانتصار، محطات العناق الحار ووحدة المعركة والكفاح، محطات الفرح، محطات الحياة بكل معاني الحياة الرائعة...؟!
إنه التحدي اليوم وغدا..
فلنترجم شعاراتنا الى ممارسة واضحة ومبدئية.."




شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية