من لا مصداقية له لا يمكن الا أن يسيء الى القضايا التي يدعي مناصرتها.
فكيف لأحزاب الحكومة المتورطة في التطبيع مع الكيان الصهيوني ورموز الصهيونية أن تشارك وأذيالها من هيئات مختلفة في مسيرة مناصرة للقضية الفلسطينية؟ إنها إساءة فظيعة...
وكيف لحاميي الفساد هنا بالمغرب ومحتضنيه ومغرقي أبناء شعبنا في براثن المعاناة وفي غياهيب السجون أن يناصروا قضية عادلة من حجم القضية الفلسطينية؟
سؤالان كافيان لفضح ادعاءات أعداء القضية الفلسطينية وكل قضايا الشعوب. وسنبقى محط سخرية لاذعة طالما صدقنا أو تفاعلنا مع مناورات مكشوفة ومبادرات مغشوشة من مثل مسيرة يوم الأحد المقبل 09 فبراير 2020.
قد يخرج الكثيرون يوم المسيرة المزمع تنظيمها. ويمكن أن نسمع عن "المسيرة المليونية" كما تعودنا على ذلك في مناسبات شتى. لأن عدد الهيئات الداعية لها كبير ولها ما يكفي من إمكانيات الدعاية وما يساهم في صنع "نجاحها"، ولو أن مجموعة من الهيئات لا وجود لها في الواقع . ويهم جل هذه الهيئات المستغلة بحقارة للتعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية التجييش والترويج لأفكارها وخوض حرب التدافع والاستقطاب وأيضا استعراض العضلات وتوجيه الرسائل الى من يهمهم الأمر (النظام والصهيونية والامبريالية). وفضائح أجواء 2011، خاصة وتواطؤ/انبطاح القوى الظلامية، دروس لا تغيب عن أنظار المناضلين الجذريين المرتبطين بقضية شعبهم وبالقضية الفلسطينية وكل القضايا العادلة.
إن هذه القوى السياسية كالغربان البئيسة، كم تسعد بالمجازر والمذابح والمآسي. إنها فرصتها لتقتات على أشلاء الأبرياء والضحايا...
ليس غريبا أن يحصل ما حصل وما سيحصل. فماذا يمكن أن ننتظر من قوى سياسية رجعية عميلة لنظام رجعي؟
الأهم الذي يجب الانتباه اليه هو لماذا مشاركة قوى سياسية من خارج الإجماع الرجعي "المشرعن" للتطبيع الى جانب هذا الأخير في مسيرة مشتركة؟ من أجبرها على ذلك؟ أليس في ذلك تزكية للمسيرة المشبوهة؟
لماذا عدم تنظيم مسيرة شعبية تجسد التضامن الفعلي والمبدئي مع قضيتنا الوطنية، القضية الفلسطينية، بعيدا عن شباك العار لعملاء الرجعية والصهيونية والامبريالية؟ ففي كثير من الأحيان ننشغل بالمظاهر وننساق مع التيار الجارف (عشقا للكم والأضواء...) وننسى الجوهر ولب القضايا التي تتطلب منا المجهودات الجبارة...
وفي أحسن الأحوال، نوجه اللوم والاتهام قولا، لكن ننخرط فعلا. إنها قمة الانتهازية السياسية...
إن مناهضة الرجعية والصهيونية والامبريالية تبتدئ من مناهضة الأنظمة الرجعية. وخدمة قوى سياسية أو نقابية أو جمعوية للقضية الفلسطينية تنطلق من خدمة قضية شعبها أولا.
ولنتذكر كلمة الحكيم حبش بتصرف "أكبر خدمة للقضية الفلسطينية هي خدمة قضايا شعوبكم". فمن لم يحرر شعبه أو يسعى قولا وفعلا الى ذلك، كيف سيحرر فلسطين أو شعب فلسطين؟
لا لتسويق الأوهام وتكريس الاستغلال والظلم الطبقيين. لا للصمت أمام أوضاع المعتقلين السياسيين بمختلف السجون. لا لاستفحال القمع والتضييق على حرية الرأي والتعبير والتنظيم... لا لاضطهاد العمال وطردهم وتشريدهم...
أليس كل هذا في حاجة الى المسيرات والوقفات والاعتصامات...؟
الحديث بهذا الشأن لا ينتهي...
كل الإدانة للجرائم المتوالية في حق الشعب الفلسطيني، ومنها ما عرف ب"صفقة القرن".
كل الإدانة لتواطؤ الأنظمة الرجعية وعملائها.
الخزي للرجعية والصهيونية والامبريالية.
إنها ثورة حتى النصر...
شارك هذا الموضوع على: ↓