كنت قد كتبت بداية نوفمبر 2019 تدوينتين حول انفجار الأزمة البنيوية التي تعيشها
الإمبرياليات في جميع الحقول لأنها بصدد مرحلة اكتمال الدورة الرأسمالية كمفهوم ماركسي علمي. فالرأسمالية منذ ولادتها تعيش على وقع أزمات طاحنة و مراحل ركود دورية بمعدل كل 10 سنوات تقريباً.
و قد جرت العادة أن يتم نشر الأوبئة من طرف شركات الأدوية الاحتكارية عالميا. فلن يختلف الأمر بالنسبة لما يسمى ب"كورونا الجديد" اليوم. لكن المسألة تأخد هذه المرة أبعاداً أكثر خطورة عموديا و أفقيا. فالشركات في مختلف القطاعات ، على المستوى العالمي، بدأت مجددا في اجترار و تسويق خطاب الأزمة لتعلن تسريح العمال ذوي العقد محددة الأجل و فتح مفاوضات مع بقية العمال من أجل الحصول على "عطل" دون أجر، أو العمل بنسبة محددة فقط منه و لربما ستشملهم مخططات التسريح أيضا.
إنه بكل اختصار تنزيل و تكريس المزيد من المخططات الطبقية التي عنوانها #المرونة_في_الأجور و #المرونة_في_التشغيل. مما يعني المزيد من الهجوم على مكتسبات الجماهير الشعبية الحيوية : الحق في الشغل، الصحة...
البورجوازية بدأت بتسريب المعطيات و لو بشكل غير رسمي. يقال مثلا بأن قطاع السيارات في المنطقة المتوسطية و الذي يشتغل به عدد مهم جدا من العمال سيسرح حوالي 40 ألف عامل من 200 ألف (20%). و في انتظار أن تتأكد هذه الأرقام و أخرى حول جميع القطاعات، فكلنا
يعرف بشكل قطعي لا يترك أي مجال للشك بأن الامبريالية دمرت الإنسان و البيئة و الحياة عبر حروب طاحنة و استغلال بشع للإنسان و الطبيعة من أجل مراكمة الرساميل و الأرباح. و لن يكون غريبا الان في ظل شروط الأزمة الاقتصادية و السياسية التي يعيشها النظام الرأسمالي المتعفن، لن يكون غريبا الهجوم على القوت اليومي للفقراء و الكادحين بهذه الطريقة الجديدة القديمة.
و مما لاشك فيه أيضا بأن هذا الهجوم سيساهم في تخصيب و احتدام الصراع الطبقي لأن الشعوب لا يمكن أن تستسلم، بل ستقاوم....
شارك هذا الموضوع على: ↓