29‏/05‏/2020

Camarde Ml// ميلتون فريدمان / أو الرأسمالية المتعفنة وَ مبدأ "العلاج بالصدمة"

من منا لا يعرف منظر البرجوازية المعروف الملطخة ايديه بالدماء عن مدرسة
شيكاگو و المسمى ميلتون فريدمان (1912/2006) Milton Friedman، فهو من قال "الأزمات فقط، حقيقية أو متصورة، تنتج تغيرًا حقيقيًا".
تعلم فريدمان لأول مرة كيفية استغلال الصدمة بمنتصف سبعينات القرن العشرين، عندما استشاره الديكتاتور الجنرال أوغستو بينوشيه في السياسات والبرامج الاقتصادية بعد انقلابه و اغتياله بمساعدة الامبريالية الامريكية لسلفادور اليندي الذي حضي بدعم فئات واسعة جدا من الشعب. كان التشيليون حينها مصدومين بعد انقلاب بينوشيه العنيف، كما كانت البلاد أيضًا مصدومة بالتضخم الهائل. أشار فريدمان على بينوشيه بفرض تحول اقتصادي سريع الطلقات في وقت قصير جدا، يتضمن وصفات صندوق النقد الدولي الجاهزة سيئة الذكر: خفض الضرائب على الاستثمار، تحرير التجارة، خصخصة الخدمات، خفض الإنفاق الاجتماعي، تحرير الاقتصاد من الرقابة، إلخ. سُمي هذا التحول الرأسمالي السريع عبر تنزيل كل هذه المخططات الطبقية بثورة "مدرسة شيكاغو"؛ حيث تتلمذ العديد من اقتصاديي بينوشيه على فريدمان، و صاغ هذا الأخير عبارة لهذا التكتيك المؤلم للفئات الاوسع من الجماهير الشعبية ب: "العلاج بالصدمة". وهكذا دواليك، كلما فرضت الانظمة الرجعية برامج كاسحة لتحرير السوق، كانت الطريقة المختارة هي المعالجة بالصدمة الكاملة مرة واحدة و بشكل سريع. كذلك، كان التعذيب والقتل -بيد نظام بينوشيه في تشيلي وأثناء حكم الديكتاتورية العسكرية بالأرجنتين- وسيلة لكسر المقاومة الشعبية للسوق الحرة، اي لبشاعة الاستغلال.
بوقوع الأزمة، نجد فريدمان مقتنعًا بضرورة التحرك سريعًا، لفرض تغيير سريع دائم بلغة الحديد و النار إلى "شدة وطأة ظروف ما بعد الكارثة"؛ وهو تنويع على نصيحة مكيافيلي بوجوب إيقاع " الأضرار كلها مرة واحدة".
"مبدأ الصدمة" هو رؤية و "علاج" تبنته الامبرياليات تكريسا ل"أصولية"السوق الحرة. فحتى توصيات صندوق النهب الدولي تمرر على مراحل مخافة الانتفاضات الاجتماعية و حصول تغيير في المنحى المعاكس. أما و صفة فريدمان فتختلف شكلا و فقط بإحداث نظام ما يسمى "رأسمالية الكوارث" بشكل عنيف يتطلب الإرهاب ليقوم بعمله...
فقد مهدت مثلا الأزمة المالية الآسيوية (1997) الطريق أمام صندوق النهب الدولي لفرض برامج بالمنطقة و بيع شركات عمومية لبنوك أجنبية و لشركات عالمية متعددة الجنسيات. كما أتاحت كارثة تسونامي للنظام القائم بسريلانكا طرد الصيادين من قراهم الساحلية لبيعها لشركات الاستثمار الفندقي العملاقة، وأتاح دمار 11 سبتمبر 2001 لجورج بوش (الامبريالية الامريكية) شنّ حرب تهدف لإنتاج سوق حرة بالعراق و السيطرة على موارده النفطية مجانا.
"رأسمالية الكوارث" / الرأسمالية المتعفنة تتبنى هندسة (une ingénierie )سريعة الطلقات تجريها الشركات لمجتمعات تترنح من الصدمات و تقع تحت وطأة أزمة الرأسمالية التي تعيشها في كل الحقول.
كل هذه الظواهر ليست شيئا جديداً. لقد اختصر العظيم كارل ماركس الموضوع قائلا:"لا يمكن للرأسماليين حل الأزمات في المجتمع الا بتمهيد الطريق لازمات أكثر شمولية و أكثر تدميراً و بتقليص الوسائل التي توقف الأزمة، و البدء في استغلال الازمات لصالحهم".... و هو ما يحدث اليوم تماما مع املاءات فريدمان و مؤسسات النهب المالية العالمية! 
Camarde Ml
28/05/2020



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية