2020/11/17

محمد حومد//الشركات العملاقة، غير معنية بكورونا مجموعة مناجم التابعة للهولدينغ المدى (AL MADA)، نموذجا

 


هما شعاران متناقضان؛ الأول الأرباح مقابل الأرواح، وهو شعار الشركات
العملاقة، كمجموعة مناجم. والثاني الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، وهو شعار يردده عمال المناجم.  هكذا اذن تعيش المجموعة في رفاه، من خلال الأرباح المتراكمة التي تحققها كل سنة على حساب عرق جبين العمال وشقائهم، حيث حققت ارتفاعا في رقم معاملتها بنسبة 10٪ بالمقارنة مع السنة الفارطة. فالمجموعة تحتكر تقريبا كل المناجم، وتستغل عريضة من العمال في أبشع صور الاستغلال والاستعباد.  فمن إنتاج النحاس والزنك بكل من مراكش والجهة، نذكر من بينها منجم كماسة، ومنجم الدرع الصفر الرهيب ومنجم كدية عيشى ومنجم اغرم اوسار ومنجم اسيف لمان ومنجم امجران بانيف و...، إلى إنتاج الفليورين بمنجم سامين بمكناس وإنتاج الذهب باقا نواحي طاطا وإنتاج الفضة بمنجم ايميضر، وهذا الأخير يعد أكبر منجم لإنتاج الفضة في افريقيا، وإلى إنتاج الكوبالت بمنجم بووازار باكدز نواحي وارزازات و...، وزد على ذلك معامل CTT  بمراكش.  هذا على الصعيد الوطني، أما بافريقيا، فحدث ولا حرج. الغابون والكوت ديفوار والسودان وغينيا وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية...، يوجد بها كلها مناجم لإنتاج الذهب.  بالمقابل، الآلاف من العمال تُستغل في ظروف صعبة ولا إنسانية في أعماق الأرض، حيث تتجاوز 1200 متر عمقا، وسط غبار متناثر يخترق الأنوف ويترصد الأعين ليحول بياضها إلى أحمر بارز، وهواء ملوث يعرضهم إلى أمراض جد خطيرة منها السيليكون.  يمضي هؤلاء العمال عمرهم في جوف الأرض لانتزاع لقمة العيش. وأمام هذا كله، فعامل المنجم يعي جيدا أن حياته قد تنتهي في رمشة عين لخطورة العمل. فقد يدخل ولا يخرج ثانية، لأن حوادث الشغل كثيرة جدا منها ما يؤدي إلى الحتف النهائي أو إلى الإعاقة الجسدية أو أمراض مزمنة فتاكة مثل السيليكون والسرطان وفقدان السمع بسبب الانفجارات التي يعتمدون عليها لتفتيت الصخور وتحويلها إلى أتربة.  إنها ظروف صعبة جدا يضاعف قسوتها هضم الحقوق. فلا أجور تنسجم مع طبيعة العمل، ولا منحة المخاطر، ولا منح العمل في الليل، ولا أبسط شروط العمل الآمنة...  كل هاته الخروقات يتم طمسها وإسكات كل الأصوات العمالية الحرة الرافضة، إما بالطرد أو باستعمال ما يسمى مندوبي العمال الذين يتم اختيارهم من طرف الباطرونا خدمة لمصلحتها، أو تستعمل ما يسمى النقابة وخاصة الاتحاد المغربي للشغل كذراع لقمع ولجم هاته الأصوات المناضلة.  وسيبقى الوضع على ما هو عليه إلى أن يستفيق العمال ويتوحدون. وحتما سيستفيقون وسيتنظمون وسيحطمون قيود الظلم والقمع وقلع الاستغلال والاضطهاد...





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق