الأحرى و الضروري تحدي الموت كمصير مفروض من خلال سياسة النظام
صفرو غارقة كما باقي المدن المغربية في وحل الفساد المستشري ، الدي أغرقتها فيه سياسة النهب ،و السرقة، و التهميش، و التفقير، و التدمير ،و الإقصاء من جهة ، و التشريد، و التجويع ، لجماهيرها الشعبية الكادحة من جهة أخرى ، و بالقمع و الإعتقال من طرف ممثلي النظام القائم عبر أجهزته القمعية المنظمة ،هاته السياسة التي يشرعنها ، من خلال مؤسساته المسماة زورا ديمقراطية ، و من خلال كذلك لجانه النمودجية لأكدوية التنمية ، و مجالسه الإستشارية ، و أحزابه السياسية الخائنة التي أصبحت وظيفتها هي ٱدانة نضالات الجماهير الشعبية و بروقراطيته النقابية المتاجرة بعرق العمال الخائنة لمصالحهم ، و جمعياته المسترزقة على العمل الجمعوي ، و دلك في محاولة لتكريس ، و تسييد وضع البؤس و الحرمان و الحݣرة ، و الدل، و الإهانة، على خلفية جعلها تسلم و ترضخ و تقبل بالأمر الواقع، المهيئ ،و المخطط له سلفا ، طبعا في انتظار الموت ، بالكوارت ،و الفواجع، و المصائب كما حدث في الدار البيضاء بعد انهيار المنازل الآيلة للسقوط ، و الفيضانات الناتجة عن سوء التدبير و التسيير و نهب تروات البلاد .
و مواجهة لهذا المصير ، إن مدينة صفرو تستنجد، و تستغيت جميع فئات الشعب ، من عمال ،و فلاحين، و طلبة، و معطلين ، و حرفيين، و الجماهير الشعبية المعدمة و المفقرة، المكتوية بنار غلاء المعيشة و غلاء فواتير الماء و الكهرباء ، التي تفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم، المحرومة من السكن اللائق ، القاطنة في الكهوف ، و المنازل الآيلة للسقوط المحصية و المقصية من الإستفادة ، و ساكنة الأحياء المهمشة التي تفتقد لجميع البنيات التحتية ، من طرقات و تبليط للأزقة و مجاري المياه (حي الشعبة، الرفايف، مهيرز، لالا يزة، مساي، مولاي اسماعيل، الخاينة،) المحرومة من التعليم و التشغيل و الصحة و السكن اللائق ، المتمرسة على النضال من خلال معاركها السابقة حول السكن و الغلاء بشكل عام هده المعارك التي توجت بانتفاضة 2007 و انتفاضة 2011 في 20فبراير ، انقادها و تخليصها من الإقصاء و التهميش ، و السرقة و النهب لميزانيتها المرصودة من أجل النهوض بها و مواردها و ترواتها ، و من التلاعب و المتاجرة بمصير ساكنتها التي اغتنى على حساب تضحياتها ، من حولوا ملف السكن إلى مرتع للمتاجرة و للربح ، و الإغتناء ، بالبيع و الشراء فيما سبق و أن حققته من مكاسب أثناء نضالاتها : أولا عن طريق النضال بالرفض و التمرد و الإنتفاض ضد سياسة الظلم و الفساد و النهب و القهر و التسلط ، و تانيا معاكسة و مواجهة طريق الإستسلام ، و الخضوع التي تحاول القوى السياسية الخائنة ، فرضها و شرعنتها على الجماهير بما يخدم مصلحتها و مصلحة النظام القائم المشتركة ، و هدا ما يميز هرولتها الهستيرية الحالية لما يسمونه الإنتخابات ، و دلك لدر الرماد في أعين الجماهير ، و توهيمها أن تحقيق مطالبها يكمن في هده اللعبة القدرة .
إن هده السياسة الإنتقامية المتكررة و الدائمة الممنهجة التي تعتمد القتل المستهدف للفقراء مثل ما وقع لفقيرات الصويرة أو ما وقع لعاملات مولاي بوسلهام ، أو عمال معمل رد روزامول بالدار البيضاء أو فواجع الغرق اليومي عبر قوارب الموت الهجرة السرية و أخيرا و ليس آخرا فاجعة انهيار المساكن أو المنازل الآيلة للسقوط في الدار البيضاء و انهيار المنازل بفاس و كدا سقف مدرجات المعلمة التاريخية العلمية ، بجامعة ضهر المهراز فاس ، هي لصيقة بطبيعة النظام القائم ، و تابتة في بنيته كنظام لا وطني لا دمقراطي لا شعبي ، و تعكس الأزمة التي وصلها ، و العجز في التغطية عليها بكل الإدعائات ، و الشعارات ، و الترقيعات و كل مساحيق التجميل، التي يتجمع حولها و يجمع عليها كل أبواقه و أزلامه و عملائه لتسويقها كمنجزات ،خلفيتها حجب واقع الظلم و القهر ، و الفساد ، و الإستبداد، و التسلط، و الإستغلال، و النهب ، و تهريب الثروة و سرقتها و إطالة سيطرته ، و تمويه و تضبيب الرؤية عن الجماهير و تضليلها و ابعادها عن طريق النضال و الكفاح و الإرتباط بقضاياها و الإقتناع بالطريق الثوري للخلاص من المآسي و الآلام ، و للإنعتاق بتحقيق تطلعاتها و طموحاتها في التحرر من نظام القهر و الإستغلال و الإستعباد ، نظام العمالة و التبعية .