2021/02/10

أحمد بيان // أيها الثوار مهلا... ماذا عن مأساة طنجة، اليوم؟


كل فاجعة وأنتم متأسفون...

كل فاجعة وأنتم أصحاب شعارات...

تأسفوا الى ما لا نهاية... طبعا لا تملكون غير خزانات الأسف وأحواض الحسرة ومشاتل الشعارات... والنظام يملك آليات البطش والقهر والتضليل...

نحترم "ثوريتكم" أيها الرفاق "الثوار"...

نقدر "عواطفكم" الجياشة... نتفهم "نبلكم" و"عذريتكم"... 

نحترم "غضبكم" و"قلقكم"... نحترم تضحياتكم "المؤجلة الى حين"...

نحترم ردود فعلكم "الصادقة"، وعلى رأسها وقوف الملتقى الوطني للجبهة الاجتماعية المغربية "دقيقة صمت ترحما على أرواح العاملات والعمال بطنجة الذين راحوا ضحية الفساد والاستبداد المستشري في بلادنا" وقراره ب"دعوة كافة المواطنات والمواطنين في كل مكان الى إطفاء الإنارة لمدة 10 دقائق يوم الاثنين 15 فبراير 2021 ابتداء من الساعة التاسعة ليلا وذلك حدادا على هؤلاء الضحايا وتضامنا مع عائلاتهن/م ومع الطبقة العاملة عموما...".

فهل هذا هو "ردنا" على فاجعة طنجة؟!!! 

نُقبل الأرض تحت أقدام المناضلين والشهداء...

لكن مهلا أيها الرفاق...

ما هذه "الثورية" الزائدة؟

ما هذه "العواطف"؟ وما هذا "النبل"؟ وما هذه "العذرية"؟

ما هذا "الغضب"؟ ما هذا "القلق"؟ 

لقد قتلنا "حبكم" العذري...

لسنا في حاجة الى كل هذه العواطف...

لسنا في حاجة الى كل هذا الغضب...

لسنا في حاجة الى كل ردود الفعل هذه...

لسنا في حاجة الى دموعكم وآهاتكم...

نقول "لسنا"، وبالفعل، نحن لسنا البورجوازيين الصغار والكبار (سيان)، نحن لسنا "البوحاطيين"، مسوقي الوهم من الأبراج العالية...

نقول "لسنا"، بالفعل، لأننا بنات وأبناء الشعب المغربي المكافح، نحن العاملات والعمال، نحن الفلاحات والفلاحين الفقراء، نحن الطالبات والطلاب، نحن المعطلات والمعطلين، نحن المشردات والمشردين...

نحن المُحترقات والمُحترقين بالدار البيضاء (روزامور) وبباقي أطراف هذا البلد غير الآمن (...)...

بكل بساطة، نحن في حاجة الى سواعد الثوار الحقيقيين...

نحن في حاجة الى المبادئ...

نحن في حاجة الى المواقف الثابتة...

نحن في حاجة الى الفعل المنظم والمنتظم...

بكل بساطة، نحن في حاجة الى التنظيم...

لقد مللنا شعارات "البوحاطيين" وجُملهم "الثورية"...

لقد أرهقوا كاهلنا بالوعود "الإنشائية"...

لسنا في حاجة الى نصائحهم المثالية...

لسنا في حاجة الى مواعظهم الجميلة...

لسنا في حاجة الى تعاطفهم...

أيها الثوار، مهلا...

اقتربوا منا رجاء، انخرطوا معنا في السراء والضراء...

التحقوا بمواقعنا...

غادروا مدافئكم ومقاعدكم في المقاهي والبارات... 

اسبانيا ليست المغرب، وفرنسا ليست المغرب، وبلجيكا ليست المغرب...

 وعموما، الخارج ليس المغرب...

والنضال بالمغرب ليس النضال خارج المغرب...

والسجن بالمغرب ليس السجن خارج المغرب...

المغرب هو المغرب...

الدار البيضاء هي الدار البيضاء...

طنجة هي طنجة...

وأنتم؟

ونحن؟

كفى من الضحك على الذقون...





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق