في غمرة الإحتفال بهدا المسخ المسمى ( ديمقراطي) الذي
إن هده الفرجة و هده البهرجة حول هدا المسخ محكومة بخلفية، يراد منها .أولا ،إلهاء الجماهير الشعبية عن اهتمامها بواقعها . تانيا ،تحييدها و إزاحتها عن طريقها طريق النضال و التصدي للسياسات التفقيرية ،و التشريدية . تالثا إبعادها عن إنشغالاتها، و صرف انتباهها ،عن ما يحاك ضد مصالحها عبر تضليلها وطمس وعيها الجنيني الحسي لتضبيب رؤيتها لطموحاتها ،و أمالها ،و تطلعاتها . خامسا ،ضرب تقتها في المسار الصحيح مسار التغيير الثوري للأوضاع الإقتصادية، و السياسية ، و الإجتماعية ، للخلاص من هدا النظام اللاوطني اللادمقراطي اللاشعبي ، هدا المسار الدي انعكس في وعيها و آمنت به و اقتنعت به من خلال تجربتها ، و ترجمته عمليا أثناء كل الإنتفاضات الشعبية .لما بعد مؤامرة إكس ليبان و خاصة انتفاضة 20 فبراير ، و قبلها أي :أثناء انطلاق الثورة المغربية في الخمسينيات . بما يرمز إليه هدا المسار من قوة تمتلكها، و تختزنها الجماهير الشعبية ،لا يمكن تجاوزها مهما حاول النظام و أزلامه ،و كل من ارتمى في أحضانه، و كل من يحتقر الجماهير الشعبية ،و تضحياتها، و تاريخها . و ما يمتله كدلك من تقل .باعتباره :تاريخ من صنع الجماهير، لا يمكن طمسه لأنه موشوم في داكرتها، و لأنه كتب بدماء الشهداء ، كما يشكل كدلك منارة للمناضلين الثوريين القابضين على الجمر السائرين على خطاهم، الدين يدافعون عن قضيتهم، قضية الثورة و التغيير .
إدن في ظل هده البهرجة و الإحتفال بهدا المسخ ، أقدم النظام العميل على رفع أسعار المواد الأساسية الأكثر استهلاكا ، الزيت، سميدة ، الدقيق ، فواتير الماء و الكهرباء إلخ و على الإستمرار في تخريب الصحة و التعليم و على الإعتقال ،كما عمل على تأجيل الدخول المدرسي و فرض إجبارية التلقيح ، و تجميد الأجور و طرد العمال و تسريحهم ، و تشريد الفقراء بهدم منازلهم ، و قمع احتجاجات المعطلين و نضالاتهم ، و احتجاجات الجماهير الشعبية المفقرة في المدن و القرى .غير مبال بل متجاوزا لمن ارتموا في أحضانه المدافعين عن مؤسساته و مهازله و مسرحياته من أحزاب تدعي اليسارية و تزعم الإصلاح و الدفاع عن مصالح الشعب . مؤكدا بدلك غطرسته من جهة و تحديه و دوسه على كل الإعلانات و المواتق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان من جهة تانية ، كلما تعلق الأمر بتطبيق سياسات المؤسسات المالية المانحة و تنفيد توصياتها ، و كلما تعلق الأمر كدلك بمصالح أسياده الإمبرياليين ، و الصهاينة ، و مصالح التحالف الطبقي المسيطر .
فلماذا الإرتكان ألى الخلف أمام غطرسة النظام و تغوله في تنفيد سياسته التفقيرية تجاه الشعب الكادح و في الدوس على تضحية أبناءه أثناء انتفاضاته ، في محاولة لطمس و دفن تاريخه ، كما هو واقع أو حاصل الآن مع توقيت الزيادات الحالية في الأسعار المتزامن مع انتفاضة 23 سبتمبر بصفرو سنة 2007 ، تلك الإنتفاضة التي تفجرت بعد مهزلة الإنتخابات التشريعية لسنة 2007 على أرضية مواجهة الغلاء و الزيادات في أسعار المواد الأساسية الزيت، السكر، الخبز ، و هي الإنتفاضة التي وقفت فيها الجماهير الشعبية بهمة عالية ضد سياسة التفقير و التجويع، و ضرب الخدمات الأساسية و ضد تصريف أزمة النظام على كاهل الشعب ، حيت استطاعت أن تفرض على النظام التراجع عن تلك الزيادات ، و أعطت من جهة أخرى دفعة قوية للحركات الشعبية توجت بانتفاضة سيدي افني و شليحات ، و اكلي بميسور .
ألا تستدعي هده الوضعية الخروج بمبادرات نضالية لصد هجوم النظام و لتخليد و تمجيد التاريخ البطولي للشعب المغربي ضد محاولة التبخيس، و الطمس ،و الدفن ، و ضرب الداكرة اعتقادا منه أن باستطاعته تسييد تاريخه المزور المبني على الإجرام . و كدلك فضح مسرحياته، و مهازله، بدل الإنسياق في نقاشات هامشية و تقييمات هدا المسخ المسمى مسلسل ديمقراطي ، و نسيان الجوهر و طرحه على الهامش و اللجوء إلى التبرير، بالبحت عن شماعات تعلق عليها خيبات الإفلاس السياسي لطروحات إصلاحية و تحريفية .
أين غابت المبادرات النضالية للجمعية المغربية لحقوق الانسان مركزا و فروعا ، تجاه انتفاضة صفرو خصوصا إدا استحضرنا الأداء النوعي لفرع الجمعية في هده الإنتفاضة تأطيرا و تعبئة و هو ما يؤكده اعتقال مناضليها و محاكمتهم إلى جانب ما يزيد عن 43 معتقلا من أبناء المدينة .
هل ابتلعتها الإئتلافات ؟
أخيرا فلتكن محطة تخليد دكرى انتفاضة 23 شتنبر استفزاز لكل المناضلين المبدئيين المرتبطين بهموم و ألام الجماهير الشعبية العمل أولا لأجل احياءها و تخليدها. كونها تشكل أرضية لمواجهة سياسة الغلاء و الزيادات في أسعار المواد الأساسية و لمواجهة سياسة التفقير ،و التجويع ،و التشريد ، في حق الجماهير الشعبية .