22‏/09‏/2021

جمال أوزرار // ايديولوجية موت الايديولوجية


كل متتبع لتحليلات المحللين السياسيين في قنوات النظام و بعض مثقفي
الجدار الازرق تتجه عموما نحو ترسيخ فكرة نهاية ايديولوجية "الاحزاب "في المشهد السياسي الفقير اصلا . لكن ما يتغافله هؤلاء هو انهم يرسخون ايديولوجية ما فتئت الامبريالية ابان الحرب الباردة التطبيل لها .بل اكثر خلقت بالمقابل وشجعت ايديولوجية دينية في المنطقة باعتبارها أكثر سهولة للاستهلاك . عودة للوضع المحلي فنتائج اللعبة المسرحية "الانتخابات " فسرت ان الدكاكين السياسية حقيقة لا تمتلك برنامج سياسي واضح يجعلها فكريا منسجمة ،فكل الاحزاب تقريبا تغلب عليها المصلحة الذاتية وخدمة النظام السياسي القائم وهو ما يجعل منطلقاتها الفكرية ان كانت عندها تتماها وتتلاشا مع المتغيرات ومع تطور المصلحة العامة للنظام ،وبخصوص العدالة و التنمية الحزب الذي راهن على الخطاب الديني للتسويق لنفسه كبديل في لحظات سابقة فهو لم يكن منسجما مرجعيا و سلوكيا مع خطاب المراجع الدينية التي كان ينهل منها ليس لانه رفض بل لان الوضع الاقتصادي و السياسي كان اكبر من ان تستوعبه منطلقاتهم النظرية لان الاقتصاد والسياسة إقليميا و دوليا فرض عليهم الانسلاخ وفي الحقيقة لتحليل اقتصادي لا تختلف منطلقاتهم مع منطلقات منظري الرأسمالية في شيء اللهم الغلاف الأخلاقي و الديني الذي تمزق جلبابه في أول اختبار إقليميا ومحليا  . ياسادة الايديولوجية التي تسود هي ايديولوجية النظام تتغير الوانها لكن لبها واحد هو تحصين مصالح الامبريالية وحلفائها في المنطقة . ربما التيار الوحيد الذي لديه ايديولوجية ومنطلق فكري ينسجم و مصالح الطبقية التي يمثلها باعتبارها احزاب البرجوازية الصغرى هي الحزب الاشتراكي الموحد و فدرالية اليسار بتشكيلاتها ،رغم انها حتى المصالح البرجوازية الصغرى تظل عاجزة عن تحصينها .فالنظام لن يتنازل بسهولة عن مكاسبه خصوصا وانت في ملعبه و وفق قواعده . 

مجمل القول الايديولوجية لا تموت مادام التناحر الطبقي قائما ، لا تصنع الايديولوجية المصالح بل العكس تترجم المصالح و المواقع الطبقية .لا تموت بل تتجدد ولو في التصريح بنفي نفسها .

وتبقى الايديولوجية تزيف الواقع لانها منظومة افكار تترجم المصالح الطبقية .ومن يهلل بموت الايديولوجية بناء على مسرحية أشبه بالطفل الذي قلد سوبرمان في الطيران بالقفز من اعلى المنزل.

المسرحية تبقى مسرحية سواء كانت محكمة او رديئة والواقع واقع وهو مر هو من له الحق في إعلان نهاية و ميلاد الايديولوجية بناء على الصراع الطبقي.





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق