26‏/01‏/2022

نعيمة البحاري// من يقتل نهارا لن يخجل التهديد جهرا


 اطلعت اليوم  على "صرخةضد الظلم" موقعة باسم فاطمة البوشبتي،
من معقل النضال، مدينة الشهيد كريم الشايب. المدينة الجميلة الواقعة على أقدام جبال الأطلس المتوسط بنهرها البديع، نهر اكاي، نهر يجود على المدينة القديمة بمائه العدب.. ويروي اشجار فواكهها الاصيلة مثل الكرز(حب الملوك) والتغزاز والبرقوق والمشمس والزيتون. مدينة تغري، بالتسكع في ازقتها القديمة، وبالتأمل في حدائقها الخلابة، وعلى ضفاف نهرها، وبساتينها/جنانات ذات تربة حمراء تشبه وجنات براعمها الصغار، مثلما تغري بمعرفة تاريخها النضالي العريق. ورغم كل مظاهر البؤس والفقر والحاجة، ساكنتها مشبعة بالطيبوبة والبساطة والكرم.. وكرمهم مثل كرم طبيعتهم..  كان، ولازال، كل ما فيها جدير ليقود شبابها لحلبة معارك الكرامة والحرية والانعتاق.. إنها من المدن المغربية التي تحس فيها  انك لست وحيدا تناهض الظلم، لأن هناك كثيرون، نساء ورجال، يقاومون.. وفي تاريخها مر الكثير ممن قاوموا وخلفوا ارثا نضاليا مشرفا.. إنها مدينة السيوطي، بوشامة، بكار، الغرباوي، معزوز، لصفر، حرج حدو، الزهراوي، حمو اباديس.. وهم اسماء كثر، اللذين خبروا المعتقلات السرية وفيهم من استشهد فيها (اتمنى من الرفاق في المدينة الجميلة حفظ ذاكرة شعبنا)، وبرغم عسر الحياة رفض من بقوا على قيدها، لحين ما سمي ب"العهد الجديد"، تقبل بيع تضحياتهم في بورصة "الإنصاف والمصالحة".  

ما أجملك يا مدينة صفرو، وما اجمل بصمتك يا فاطمة البوشبتي.. إنك أيتها الصامدة فتحتي أمامي فرصة للبوح، لأقول أن صفرو نموذج للمدينة التي يحس فيها المناضل بشعب جدير بتحمل الاتكاء عليه،  وانت اليوم تعمقين قناعتي بهذه الحقيقة، وتثبتين ذلك بجدارة. فكم يشعر المرء بالسعادة حينما يعرف أن هناك رجال ونساء مثله، يفكرون كما يفكر، ويتألمون لآلامهم ولآلام الاخرين.. إنه رحاب الدفء..

هل لم يفهم بعد من يعيشون على براميل الدماء المقطرة من أجساد العاملات والعمال والفلاحين الفقراء والمعدمين.. هل لم يفهم بعد قتلة الشايب.. هل لم يفهم بعد من حاولوا اغتيال عز الدين المنجلي وعبد المولى الكنوني..  ان ابناء شعبنا لما يناضلون لا يهابون السجون ولا حتى الموت، لان الموت عندهم هو الفقر هو الحرمان هو التجهيل هو التجويع، هو الاحتقار.. وهذا هو الموت المرفوض والمرعب وغير المقبول عند أبناء شعبنا.. إذا لما سيخاف الفقير ومهضومي الحقوق، والبؤساء، والمضطهدين،.. الموت؟! أو الاغتيال؟!.. أما الموت الآخر، الموت لأجل العلم أو من أجل لقمة طفل جائع أو أرملة متشردة، أو عامل وعاملة مهضومي الحقوق، أو من أجل الحرية والانعتاق من قبضة مصاصي الدماء.. فمن أجل ذلك يضحك المناضل ويضحك شرفاء شعبنا، يضحكون من تهديداتكم.. يضحكون من الموت، ومن التهديد بالموت في المخافر، ويسخرون منها أمام القضاة، ويصرخون في وجه القمع  ولا يخافونه.. ولا تخف عليهم الجدية في تهديداتكم، لانها طبيعتكم، لانها نهجكم، نهج، وطريقة مثبتة في طرق اغتيالكم للشهيد كريم الشايب، ونبيل الزهري، وكمال الحساني، ومحسن فكري، وحسن الطاهري.. الصدق في ما تعدون به.. انكم تعيشون زمن الدهس والرفس والطحن والطعن.. فقد يتعب البحر من ابتلاع الهاربين من قبضتكم ولن تتعبوا من سفك دماء الواقفين في وجوهكم.. ولكن ستمضون  حتما للشيخوخة ويمضي نضال شعبنا للازدهار..





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق