لقد أجرى حوارا مع موقع "بديل" الالكتروني يوم 23 يناير 2022، ومما جاء في بعض فقراته:
"فالجميع يجمع على أن النظام التعليمي بالمغرب يعد من بين أفشل الأنظمة حول العالم، فهو يعاني اختلالات بنيوية عميقة، على الرغم من توالي برامج إصلاحية عديدة، آخرها “الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية” في أفق 2030". وأضاف:
"نحن بحاجة إلى نظام تعليمي جديد يتأسس على تلبية الحاجات الملحة للشعب المغربي في التنمية الحقيقية، ينمي لدي المتعلم(ة) القدرة على التفكير والنقد والإبداع، ويؤهل التلاميذ(ات) والطلبة(ات) الاعتماد على الذات والانخراط في التحديات المستقبلية للإنسانية".
لكنه بصم على ما يلي:
- "العمل على صياغة مشروع ميثاق اجتماعي خاص بقطاع التربية الوطنية. يستمد مقوماته من الميثاق الاجتماعي المركزي. بما يتناسب مع خصوصية مهنة التعليم ويحقق السلم الاجتماعي داخل القطاع".
- "الانخراط في مشروع إصلاح منظومة التربية والتكوين بما يخدم التعليم العمومي"...
أين الإقرار ب"النظام التعليمي بالمغرب يعد من بين أفشل الأنظمة حول العالم، فهو يعاني اختلالات بنيوية عميقة" وما يترتب عن ذلك من مواقف نضالية حازمة تؤسس للتصدي لأوامر صندوق النقد الدولي والبنك العالمي المعتمدة بحرفية من طرف النظام القائم، أمام "الانخراط في مشروع إصلاح..." و" صياغة مشروع ميثاق اجتماعي خاص بقطاع التربية الوطنية. يستمد مقوماته من الميثاق الاجتماعي المركزي. بما يتناسب مع خصوصية مهنة التعليم ويحقق السلم الاجتماعي داخل القطاع"؟
لنلاحظ هنا: "يحقق السلم الاجتماعي داخل القطاع"، ويقول بعظمة لسانه:
" إنه وضع يضعنا أمام مسؤولية إعادة الاعتبار للعمل النقابي الديمقراطي والكفاحي باعتباره الحصانة أمام كل محاولات التشكيك والتبخيس وتكريس النزعة المصلحية الضيقة وتفشي الاسترزاق والانتهازية إلى غير ذلك"!!
هل ينسج "السلم الاجتماعي" مع "العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي"؟
إنها "عبقرية" جديدة يبشرنا بها "زعيم" FNE...
والخلاصة أن "الزعيم" هرب كثيرا الى الأمام وتناول مواضيع بعيدة عن تناول ملابسات الاتفاق المشؤوم والدواعي الحقيقية الكامنة وراء التوقيع عليه. كما تجاهل فراغ المحضر من أي إجابة واضحة بشأن القضايا المطروحة والحارقة. ويكفي أن نعرف عدم التزام وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمواعيدها لنعرف أن الحوار مغشوش ويتوخى فقط ربح الوقت. والفقرة التالية من حوار "الزعيم" تبرز تهريب الملفات الساخنة (النظام الأساسي) الى نهاية الموسم وبالتالي الزج بها نحو المجهول:
"إحداث نظام أساسي محفز وموحد يشمل جميع فئات المنظومة التعليمية نبدأ الحوار حوله بداية فبراير 2022 وننهيه نهاية يوليوز 2022"...
إنها محطة تكشف بالفعل "النزعة المصلحية الضيقة وتفشي الاسترزاق والانتهازية" لدى القيادات النقابية البيروقراطية...
ولنكن منصفين، فإن "الزعيم" على حق عندما سجل "مع الأسف الوضع النقابي بالمغرب يتميز بالتشتت والتشردم، وغياب الديمقراطية الداخلية وتسلط البيروقراطيات التي تعمل على رهن الحركة النقابية وتحييدها عن الصراع المجتمعي وتكريس ثقافة المرونة لخدمة الباطرونا والمقاولة على حساب الطبقة العاملة وعموم المأجورين...". لكنه ليس على حق عندما يقول أو يسجل ما لا يفعل.
إنه بذلك يغالط الشغيلة والقواعد النقابية والرأي العام...