يوسف وهبي // إلتهاب الأسعار وعدم استخلاص الأجور يعرض ما يقارب من 500 عامل ب"مقاولة الولاف للبناء" وأسرهم للجوع والتشرد..

غذا سَيَنتهِي البناء، كما انتهت مباني عدة، ستلهف "مقاولة الولاف"

الأموال المستخلصة من عرق جبين أزيد من 500 عمال، كما هو حال اي "رأس مال"، و يستقبل "مركز المؤتمرات" بمدار القامرة أكادير، لقاءات عالمية و"شخصيات" ذات نفوذ محليا و دوليا و يتصافح "القادة" في بهو "المركز" امام عدسات القنوات العالمية و تعقد صفقات استعمارية و صهيونية في قاعاته، و اتفاقات اجرامية لا محالة، و يضرب العشاق على مقربته مواعيد، و يلتقط السياح صور الذكريات على أعتابه.. و يتناسى/يتجاهل الجمع، والجميع أن تلك المعلمة خزين لقوة تلك الايادي المتشققة، لقوة عمال مهرة و كادحين، وفيهم القادمون من بعيد، من تلك البؤر في مغربنا "العميق"/"غير النافع"، و سرقت قواهم و لقمة عيشهم و ظلت "تِلْكَ العَجوزُ" تنتَظر ولدَهَا المهاجر ليبعث دريهمات لشراء الرغيف، و فيهن من ماتت بالشوق للقاء، وَ تِلك الفتاة التي تنتظر  حبيبها لإتمام الخطوبة و أولَئكَ الأطفَال الذين ينتظرون أباهم لشراء ما يستر عوراتهم.. (معذرة للشاعر محمود درويش على التعسف في التصرف) 

عموم الشعب بين فكي الكماشة- لهيب الأسعار، والاستغلال، اللصوصية، القهر الرأسمالي، ومخططات النظام- ..

اليوم، المؤسس للغد، يعيش عمال البناء ب"مقاولة الولاف" على صفيح ساخن، منذ ما يزيد عن اثنا عشر يوما من الوقفات و الاحتجاجات من أجل مطالب بسيطة لا تتجاوز ما يمكن اعتباره أضعف حظ للاستمرارية على قيد الحياة. أولها ٱستخلاص الأجور المتأخرة التي لا تؤمن في ظل الأسعار الملتهبة حتى الحد الأدنى للعيش، ثم التصريح بالتغطية الصحية لدى مصالح الضمان الاجتماعي، ناهيك عن توفير شروط ملائمة للعمل بالأوراش من خلال تمكين العمال من وسائل السلامة و الأمان، و كذلك توفير ماء صالح للشرب. 

حوالي أربعة عشر محضرا جمع المكتب النقابي للعمال و إدارة الشركة و بحضور مختلف الجهات الوصية من سلطات محلية و مديريات جهوية للوزارات المعنية، وفي مختلف المؤسسات المعنية بتطبيق قانون الشغل، لكن بدون أية نتيجة تنصف العمال، غير توقيع خلف توقيع، و اتفاق خلف اتفاق، وكل اتفاق ينسخ سابقه وبين اتفاق و اتفاق يستمر الحال كما الحال، و يلوح السؤال البديهي و المشروع: 

كيف لهم أن ينصفوا السواعد العمالية، و هم يبنون نظامهم على القهر و الاستغلال الطبقيين؟ 

فشعبنا ليس مغفل لكي لا يعرف أي وليمة تطبخ لبعد الظهيرة بعد اجتماع ذئبان وما يتمثلونه خروفا..

أسفله، نمودج من محاضر الاجتماعات على كثرتها..

شارك هذا الموضوع على: ↓

Facebook

Tweet

Twitter

Google+