16‏/05‏/2022

أيمن التازي // من تخليد ذكرى استشهاد الرفيق مصطفى الحمزاوي


حلت فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بمدينة تازة،
معلنة على الساعة الخامسة والنصف بعد الزوال، انطلاق المسيرة التأبينية للذكر 29 لاستشهاد الرفيق مصطفى الحمزاوي، وقد انطلقت من مقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان، لتجوب شوارع المدينة، متحدية الالة القمعية، هذه الاخيرة توارت عن الأنظار وتركت الامر فقط لبضعة السيارات القمعية وجيش من المخبرين وعناصر البوليس بالزي المدني، الذين رافقوا المسيرة محيطين بها من كلتا الجانبين ، منذ انطلاقها الى حين إختتامها، وكلهم مصوبون أعينهم على المشاركين في التظاهرة، وأغلبهم موجهين عدسة كاميرا هاتفهم نحو التظاهرة، ناهيك عن كامرتين احترافيتين للتصوير، كل هذا العمل الاستخباراتي لضبط أوجه المناضلين، للعودة اليها في القادم من الأيام وخاصة عندما تدور طاحونة الصراع الطبقي بسرعة أكبر، فيكون الاصطدام  أمرا محسوما، بين المعبرين عن مصالح وطموحات الشعب المغربي من جهة ، ومن جهة ثانية أجهزة النظام القائم الحارسة لمصالح الطغمة الطبقية المسيطرة.

وطيلة المسار الذي سلكته التظاهرة التأبينية ، صدحت حناجر المشاركين فيها بشعارات سياسية بحمولة ثورية، عكست في مجملها عمق أزمة البطالة وأفق حلها، كما رفرفت عاليا راية فلسطين بجانب صور الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وصور الشهداء المغاربة، وأخصهم ذكرا صور شهيد الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مصطفى الحمزاوي  في ذكراه 29 كما حضرت صور المعتقلين السياسيين للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.

لتختتم التظاهرة التأبينية بكلمات للإطارات المشاركة، والابرز فيها رسالتين، أولاهما من أسرة الشهيد مصطفى الحمزاوي، والتي عبرت من خلالها عن أسفها لعدم الحضور( مسقط رأس الشهيد هو مدينة خنيفرة) وأشادت بالج و ح ش م ، كما أعربت عن تضامنها مع نضالات المعطلين، وتمسكها بحقها في الكشف عن قبر الشهيد، والحقيقة كل الحقيقة حول اغتياله ومعاقبة الجناة، أما الثانية فتعود للرفيق محمد الاحمدي، الذي حرمته قضبان السجن من الحضور والمشاركة، بعدما أدين ب 10 أشهر سجنا نافذة، انتقاما منه لانخراطه في حراك الريف الأبي ، كما عبر من خلال رسالته عن دعمه لمطالب رفاقه المعطلين واستعداده للمزيد من التضحية، سيرا على درب الشهداء، دفاعا عن مطالب الاطر المعطلة ، وخدمة لجماهير شعبنا في الحرية والانعتاق. 

كما لا يفوتنا التذكير بالموقف المخزي ، للكاتب المحلي للاتحاد المغربي للشغل، الذي رفض فتح المقر في وجه المعطلين، وبالتالي حرمانهم من استغلاله ليوم واحد لتخليد ذكرى الشهيد، في حين وضعت الجمعية المغربية لحقوق الانسان مقرها ، رغم صغره ، رهن اشارة رفاقنا في حركة المعطلين، كما أبدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل CDT ، استعدادها لوضع مقرها رهن إشارة المعطلين ، ونظرا لتواجده وسط عمارة سكنية، فضل الرفاق الاستفادة والاكتفاء بمقر AMDH. 

وإذ نؤكد أن الكاتب المحلي ل إ م ش ، اتخذ قراره بمنع استغلال المقر لمفرده، وكأنه مالكه الشخصي ، ورغم أهمية ونوعية المحطة النضالية، والمتمثلة تخليد ذكرى شهيد، التي يتسابق المناضلون الفعليون للمشاركة والاسهام في تخليدها، بصرف النظر عن مواقعهم ( سواء معطلين أو غيرهم)، فالشهيد شهيد للجمعية ، وهو في آخر الامر وأوله شهيد الشعب المغربي، في حين أن الكاتب المعني، اتخذ موقفا، لايمكن تمييزه عن مواقف الأجهزة الاستخباراتية، التي لاهم لها ، سوى طمس ذاكرة الشهداء والتنكيل بالمعتقلين، ومنع وقمع كل فعل أو قول يرمز للشهيد والمعتقل السياسي. 

كما لا يفوتني التذكير ، بأن هذا  المقر  كان مفتوحا  في وجه حركة المعطلين منذ مدة طويلة ولمدد طويلة ، عرفت توالي المسؤلية على الكتابة المحلية، لثلاث كتاب محليين ، كل خلال دورته، ورغم الاختلاف والصراع، فلم يسجل عليهم مثل هذا الموقف البئيس والمخجل الذي اتخذه الكاتب المحلي الحالي، موقفا سيظل يذكره به مناضلي تازة ومناضلي الجمعية الوطنية عبر فروعها في كل ربوع الوطن.

 تازة بتاريخ 15 ماي 2022





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق