هل التعبير عن الرفض لنتائح الحوار الاجتماعي ، و السخط على البيروقراطية يسري مفعوله فقط لمدة قصيرة / ثمانية (08) أيام كأقصى تقدير مثل المضادات الحيوية التي لا يجوز استعمالها لمدة طويلة...
وهل زيادة حجم الدعم المالي للمركزيات النقابية بنسبة 30 ٪ كافي لصناعة ما يكفي من مضادات الالتهابات anti-inflammatoire و تعميم حملة التلقيح و توفير الكممات للحفاظ على السلم الاجتماعي...
وهل الغلاف المالي المخصص للمركزيات النقابية قادر على وقف الالتهابات القطاعية ووقف التدمر و اليأس في صفوف المنخرطين و القواعد المناضلة وعموم الشغيلة خصوصا بسبب الأمراض و الإصابات التالية : التقاعد / الأنظمة الأساسيةو خطورة القوانين التنظيمية المحيطة بها / ملف حاملي الشهادات المسكوت عنه من لدن المركزيات النقابية ... وصولا الى الزيادة المباشرة في الأجور و الحفاظ على مستوى القدرة الشرائية...
اعتقد أن الاقلام قد رفعت . و مرحلة الاحتجاج / التمثيل قد انتهت ، و المجالس الوطنية للمركزيات النقابية جميعها اصبحت أبوابها مغلقة وموصودة بعد الميزانية المرصودة تم التوقيع بالبصمة و تشميعها بالشمع الاحمر ....
ان المرحلة القادمة سيتم تأثيتها بشعارات عنوانها العريض ترتيب البيت الداخلي ، و تصليب عود التنظيم و توحيد صفوف المواجهة ... لكن المواجهة المقصودة في الحقيقة لن تكون مع الطرف النقيض ... سيتم الاعتماد على رموز الإنتهازية الذين يتقنون فن المراوغة و الخطابة و بتسخير كلاب الحراسة ستبدأ عملية إسكات و تصفية الاصوات المناضلة بسبب تقيمهم للتجربة و انتقاداتهم الموضوعية / اللاذعة ... وسيتم تخوين المناضلين الشرفاء ومحاولة إبعادهم و محاولة اجتثاتهم بتهمة العداء للتنظيم و للعمل النقابي ؛ هكذا :
كأن القرارات المركزية من المقدسات لا تناقش و لا يجوز الطعن فيها...
وكأن نقاشات تقييم مسار الحركة النقابية من المحرمات يمنع الخوض فيها . رغم أن السيناريوهات تتكرر كل سنة في غياب تحقيق أي تراكمات بل في غياب أي رؤية أو بوصلة ...
وكأن ... و كأن ... وكأن ...
و كأن الحركة هي كل شيء و الهدف لا شيء ...
هكذا ستبدأ حرب المواقع و التزكيات و البحث عن الرضى و الطاعة و الولاءات ... و ستقرع الطبول لعقد مؤتمرات قطاعية و بحث مسألة التمويل و اللوجستيك و التفاوض حولها مع القيادات المركزية ...
و ستبدأ الهرولة والتهافث نحو ضمان الخدمة ( مع التعويضات ) في بعض الهياكل و المؤسسات التمثيلية ....
سيتم قرع الطبول و تجيش القواعد ... و تبني قضايا مختلف الفئات و الدفاع عن كل الملفات و المطالب ....
هكذا يتم تأتيت المشهد النقابي في إنتظار نتائج حوار مركزي قادم ....
هكذا ولكي يحافظ خدام البيروقراطية على الوضع و تفادي الاحراج مع القواعد ... سيتم التوفيق " الطكتيكي " بين دق طبول الحرب و الحفاظ على السلم الاجتماعي القائم .
بقلم عبد الحفيظ حساني مناضل ديمقراطي