في هذه الايام، والشهور، الدرامية، المليئة بالتطورات المأساوية وبكل صور
مر هذا اليوم دون ان يتجرأ صوت نقابي صحافي جهور لكسر الصمت عن ما تعانيه الجرأة في نقل الحقيقة، لقول كلمة في حق زملائه المعتقلين من جراء ما سجل عليهم كانفلات عن سمفونية النظام.. ليقول لقرائه ان هناك زملاء خلف القضبان يؤدون ثمن قول ما لم يرض النظام.. حوكموا محاكمات سياسية في قالب مغلف بالتلفيق..
أن الصمت، في هذه المناسبة، عن هذه الحقيقة، وعن حقيقة ما يعانيه، وعاناه شعبنا، جريمة.. جريمة في حق مهنة الصجافة، في حق الحرية، حرية الراي، حرية قول الحقيقة..
أليس صمت الصحافة عن حقيقة اعتقال الصحافيين الذين من المفروض او من اللزوم الكتابة عنهم في مثل هذه المناسبات، هو دليل قلة الاحترام لمهنة الصحافة بحد ذاتها، أم إنه سلوك عادي لصحافة تغذي اليوم قصص وسيناريوهات الإلهاء لستر الحقيقة غير المريحة، حقيقة المعاناة، والشقاء، وكل اساليب الاجرام والفساد والقمع.. لضمان المظروف كما يقول الاخوة المصريون؟!
إن لعبة العصا والمظروف حولت العديد من كائنات الكلمة، والصورة، في وطننا إلى كائنات أقل قيمة، إلى مضللين جدد، يقبلون العيش بهناء في سجون ضيّقة من التجهيل والتضليل، مستمتعين بكل ملذات العصر الحديث ومحكومين بحياة أبدية على تخوم الظلم.