"حول أيديكم والكذب" كلمات تمتد جذورها على جغرافية الإضطهاد، حيث
حول أيديكم والكذب
أيديكم: وقورة مثل كل الصخور
حزينة مثل كل الأغنيات التي تتردد خلف أسوار السجون
ضخمة وثقيلة مثل كل حيوانات الجر
إنها أشبه بوجوه ساهمة لأطفال هدهم الجوع
أيديكم : خفيفة ماهرة كالنحل
مكتنزة مثل أثداء ممتلئة،
مقدامة مثل الطبيعة.
إنها تخفي آيات النعومة والحب تحت جلودها الخشنة.
هذه الدنيا ليست محمولة على قرن ثور
بل أيديكم هي التي تحملها.
أيها الناس يا من أناجيكم..
يا أهل آسيا، يا من تعيشون في افريقيا!
يا من تقطنون أوطاني: في الشرق الأدنى
في الشرق الأوسط، في جزر المحيط الهادي؛
انتم يا من تشكلون سبعين في المئة من البشر
إنكم متشوقون وحزانى مثل ايديكم،
أيها الناس، يا من أناجيكم..
في أوروبا، في أمريكا،
إنكم متيقضون، مندفعون مثل ايديكم،
ولكنكم تصدقوا الأكاذيب بسهولة
فتقعون ضحايا التضليل
مثل أيديكم..
أيها الناس، يا من أناجيكم..
إذا كانت "الانتينات" تكذب،
ووسائل الإعلام تكذب،
وسائر الكتب تكذب،
واللصاقات، والنشرات الدعائية، تكذب
إذا كانت السيقان العاريات للفتيات تكذب على الشاشة البيضاء،
إذا كانت الصلوات تكذب،
وترانيم الأطفال تكذب،
والأحلام، بدورها، تكذب،
إذا كان عازف الكمان في الحانة يكذب،
إذا كان القمر، في ليالي الأيام السوداء، يكذب،
إذا كان الصوت يكذب،
إذا كان كل شيء عدا أيديكم يكذب،
فذلك كله من أجل أن تبقي ايديكم:
مطواعة كالطين،
عمياء كالظلام،
حمقاء ككلاب الرعيان،
هادئة لا تتمرد..
ذلك كله من أجل أن تدوم
سلطنة التجارة وآيات الطغيان
في هذه الدنيا طيلة بقائنا القصير
في هذه الدنيا المترعة بالموت،
هذه الدنيا الجديرة بالحياة..
0 تعليقات المدونة
