شارك حزب النهج يوم 5 نونبر 2022 في ندوة تخليد جماعة العدل والإحسان للذكرى 40 لتأسيسها. وكانت كلمة عضو المكتب السياسي للحزب غارقة في المجاملة وكأن الجماعة المنقذ المأمول لشعب مقهور.
أولا تعتبر المشاركة في حد ذاتها تبرئة لذمتها من الجرائم التي اقترفتها في حق المناضلين المعطي بوملي ومحمد ايت الجيد وتطبيعا فظا مع القوى الظلامية.
ثانيا الإشادة بالجماعة وبأدوارها فوق اللزوم ينم على الرغبة في الاحتماء بها والتملق لها (الكلمة موثقة).
* حضور المجاملة:
اعتبر المتدخل في بداية الكلمة الندوة "نشاطا نوعيا كلف ويكلف الحزب كثيرا" وعبر عن "سعادته باستجابته الدائمة لدعوات الجماعة"، مضيفا "اننا مستعدون لأداء كل التكلفة ليكون الرابح هو الوطن" (نلاحظ هنا ان الأهم هو الوطن !!!!). فهل مشروع القوى الظلامية يخدم هدا الوطن ؟؟؟ ثم توالت فقرات المجاملة:
- "تقرير المغرب في سنة" الذي تصدره الجماعة "ممتاز جدا ويحتاج الى التطوير ليتحول الى تقرير استراتيجي".
- المشاركة في "حركة 20 فبراير" "المكون الأقوى والاكبر والأكثر انضباطا"، و"انضباط مناضلي الجماعة لشعارات وقرارات حركة 20 فبراير، ما كان له تاثير إيجابي في العلاقات بين الشبيبات المناضلة في الميدان". ويضيف "القرار المستقل والوضوح والشجاعة في اعلان الجماعة لتوقيف مشاركتها في ذات الحركة" و"اقوى تنظيم في المغرب ليس فقط عدديا بل كذلك نوعيا" و"يتقوى كلما اشتد الحصار عليه". ولم يفته ان يسجل "براءة ذمة الجماعة في علاقتها بالنظام المخزني"...
* غياب الأمانة:
في تغطية مكتوبة لمداخلات الندوة، تناولت الجماعة أهم عناصر كلمة عضو المكتب السياسي لحزب النهج وخاصة فقرات المدح الا انها قفزت على إشارة في الكلمة رغم ان المتدخل تناولها بلباقة وتتعلق بجريمة اغتيال الشهيدين ايت الجيد وبوملي (التغطية اسفله). ما راي الحزب؟
ان القفز على بعض عناصر المداخلة ليس سهوا او خطأ، انه اغفال مقصود. ويدل على ان الجماعة رغم شعاراتها الأخلاقية لا تقبل "الازعاج" ولو بقفازات حريرية ومن طرف "الأصدقاء". وماذا يمكن انتظار من الجماعة عندما يشتد التناقض لحظة الحسم؟
ان غدر القوى الظلامية ثابت ونطافتها المزعومة تخفي نوايا إجرامية في ظل الوضع الراهن المتميز بالركود والجمود، اما عمالتها للنظام فتعبر عنها بالمكشوف. ويبقى سؤال معانقتها مطروحا على القوى السياسية التي تدعي الحداثة والديمقراطية والتقدمية...
إن حزب النهج في أخر المطاف حزب دو أفق إصلاحي فقط لغويا ويحاول إبراز هدا في بعض المواقف فقط وليس له أي أفق ثوري وبالتالي لا يمكن الرهان عليه أبدا أقصد القيادة طبعا أما القواعد تختلف أمورها باختلاف الوضع . وارتباطه الوثيق بالجماعة يعتبر تأكيدا مطلقا على نوع من أنواع الممارسة الرجعية التي يمارسها والتي تتناقض مع أديولوجيته ومنطلقاته
ردحذف