الى الرفيق المعتقل بمناسبة اليوم الاممي 8 مارس..
في الغالب، يا رفيقي، شمس اليوم، بمدينة صفرو المناضلة، ستكون رائعة، وهي تداعب زهر اللوز والمشمش على سفوح جبالها الشامخة، وتبتسم لما ارتدته المنطقة من الألوان الطبيعية المتنوعة وكأنها تنتعش بجمال الأزهار وبأسرارها بعد الإشباع بصوت الحقيقة، صوت أبناء المنطقة الأبرار صوت الفلاحين والعمال والمناضلين الاوفياء، صوت شهدائها وأصوات من قلب السجون..
انت تعرف، يا رفيقي، أن اليوم هو اليوم الاممي للمرأة، وتعلم حق العلم أن زبانية النظام، وخدامه، يرعون يوم 8 مارس، أكثر من أي يوم آخر. يرعون، بكل جهود الكذب لاستهداف نصف المجتمع، المراة التي تعيش على أكاذيبهم، بحجم رعايتهم لكل أكاذيبهم المسوقة للتضليل، وإنهم استطاعوا، مؤقتا، انتاج نسبة من النساء الضحايا اللواتي تخبئن مأساتهن وتختبئن فيها.. إنهم يسهرون ويعتنون، يا رفيقي المعتقل، بالضحية لبقائها كضحية تدس المأساة في ضلوعها، لأنهم معنيون باستمرارها كرمز لحياة برقصات العيش بجثمان الضحايا.. لكن اليوم، في جوهره، ومضمونه، وتاريخه، يا رفيقي، كما تعلم علم اليقين، ليس يوما للصالونات ولا يوما للسلفيات كما دأب سراق التضحيات ومميعي تاريخ الشعوب.. ولا يحد على أرصفة الوطن ولا مرافئه.. ولا هو يوم خاص بالمرأة بالرغم من أنه يستمد منها المضمون والعنوان للقضية..
إن اليوم يا رفيقي هو يوم على درب التحرر.. يوم الأحرار والحرائر عبر كل بقع العالم.. يوم الحرية.. يوم من أجل المطالبة بحريتك، بحريتنا، وإدانة محاكمتك وتجريمك.. يوم تنطلق فيه اصوات المدينة المناضلة والملتزمة بعهد أبنائها وبناتها،.. لتتحدث عن الرجال المكبلين بالاغلال، في الزنازين الباردة، وعن جمال الحرية العظيم، حرية نصف البشرية والمرتبطة بخلاص المجتمعات الإنسانية ككل من قبضة من ينتشون بمآسي الشعوب.. إنه يوم الذكرى، ويوم لمراكمة الكفاح على طريق الخلاص.. وهكذا كان عهدنا، يا رفيقي المعتقل، منذ قسم الوفاء لشعبنا بعد ارتباطنا بخط الكفاح القاعدي ونحن طلبة بجامعة ظهر المهراز بفاس..
الحرية، يا رفيقي، حرية الرجل كما حرية المرأة، ليست باهظة الثمن حتى إذا ما بلغ ثمنها أكثر من الموت.. لأني قد أقول، يا رفيقي المعتقل، من السهل الموت من أجل الحرية أو من أجل الكرامة أو من أجل لقمة العيش.. لكن الصعب والشاق هو العيش حياة آلام، ومحن، ونضال يومي دائم من موقع الشعب، وفي مقدمته، دون تخلف ، دون يأس، دون تخاذل، دون تنازل وبيع الضمير، ودون الركوع أمام الطغاة بكل أساليبهم الجهنمية.. والعيش عيشة ثائر، بما تحمله من معاني التضحية ونكران الذات، في مقدمة شعبه تحت المضايقات، وقطع الارزاق، والكدح اليومي.. وهكذا هو مناضل الحرية.. المناضل الرمز.. الذي يؤدي الثمن الباهظ من أجل خلاص شعبه..
اليوم يا رفيقي سترتفع اصوات ابناء شعبنا، وسيرتجلون الشعارات حول المرأة، وحول التحرر، وحول العمال والفلاحين، وحول فلاحي زاوية سيدي بنعيسى بشكل خاص، وحول حرية المعتقلين السياسيين، وحريتك انت، وعندما يستمع الناس لقصتك.. قصة المعتقل الرمز، بطل من ابطال التضحية، سيرفعون الأيدي وشارات النصر، وأصواتهم من أجل الحرية. ذلك، لأن أبناء شعبنا في أي مدينة، وأي منطقة كانت، وتحت أي سماء تظلل جغرافية وطننا، دائما يفون بالعهد لأنهم يحبون الحرية ويحبون حياة الأبطال. .
انت، يا رفيقي، تعلم بأن قصة الشجاعة، شجاعة شعبنا، وقصة الإخلاص والوفاء.. قصة تلهم الأحرار والحرائر في كل بقع العالم، وتقوي الإيمان بأن المناضل الجذري يظل متمسكا بشعبه وبقضيته على أرض الوطن وخارجها وفي السجن وخارج السجن. والمناضل الشهم المخلص، يا رفيقي المعتقل، يولد من احشاء الشعب لان الشعب هو الذي يغديه ويسقل ممارسته ويقوي استعداداته وينمي روح الشجاعة ونكران الذات فيه..
هناك، يا رفيقي المعتقل، من يتحدث بصدق عن عظمة الفساد في راهننا.. وعن عظمة الدناءة وموضة الإنبطاح.. وكيف صار ارتداء مسوح من وحل العصر يتسابق إليها الكثير ممن يتوفرون على سفيات "معتقل سياسي".. لكن، يا رفيقي المعتقل، القلوب البسيطة تحس بقوة صخرة المناضل الشهم والشجاع والمخلص لشعبه التي تتكسر عليها القواعد الهشة، ويتأكد لها، بمعنى لشعبنا بإحساسه البسيط، أن الردة والتخاذل ليست قانون ليمنع صمود المناضل الذي لم يبع نفسه مطلقا.. ولم ينحني مطلقا ولم يترك عليه الوحل والدناسة والفساد وثرثرت الافتراء القذر أي آثار.. في الثبات على خط الدفاع عن شعبه.. فمهما كان حجم الردة لا يمنع وجود مناضل الشعب الحقيقي.. حيث يكون هو الشعب نفسه ومثله..
إن الشعب، يا رفيقي المعتقل، مسجون في سجن نقول عنه كبير، ملاحق، ومضايق،.. ولكن سينهض كما نهض مرة، ومرات، ويوما ما، يا رفيقي، سيحطم كل القيود وتخرج الحرية أعظم من وسط الحديد والنار.. فمهما بلغت الظلمة، يا رفيقي المعتقل، فلكل الليالي فجرها.. وفجر شعبنا هو الحرية.
لذا، يا رفيقي المعتقل، انت اليوم، كما يؤكد كل رفاقك، ويؤكده الكل باستثناء من لا ترضيهم الحقيقة، في خندق ضمير الشعب، وحارس من الحراس الصناديد للحقيقة والصدق في عالم يسوده التضليل والأكاذيب والخداع..
وتقف كصخرة في وجه جحافل النظام من اقطاع وكل خدامه وزبانيته.. وإن قوة صوتك وحده يرهبهم.. وكلما ارتفع يحسون باهتزاز الكراسي من تحتهم.. لأن صوتك صوت مناضل صادق، وقوي بالحقيقة، والحقيقة سلاح مدمر لكل من يبني عروشه على الأكاذيب..
الحرية للرفيق عزالدين باسيدي ولكل المعتقلين السياسيين