حصلتُ على شهادة البكالوريا سنة 1981، شعبة العلوم الرياضية، وبميزة "حسن"..
حتى ذلك الحين، لم يحصل أن استفدت من أي حصة توجيه. سمعت ب"المُوجّه" لأول مرة وأنا بالسنة الرابعة (الثالثة إعدادي الآن) بإعدادية شاعر الحمراء بمراكش، حيث وُجِّهت الى الشعبة العلمية، وبعد ذلك وُجّهت الى شعبة العلوم الرياضية.
ونظرا لظروف عائلتي الصعبة وأمام "الإغراء" (ما يزيد عن ألف درهم شهريا)، التحقت بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش بحي الداوديات، شعبة الرياضيات؛ وهو نفس الحي الذي كنت أقطن به (مسافة أقل من كلم واحد عن بيتنا).
كنت "محظوظا" تماما.. كان جُلّ الطلبة الأساتذة يؤدون واجبات الكراء والتغذية، أما أنا فكنت بمنزل عائلتي القريب جدا من المدرسة العليا للأساتذة (حي ديور المساكين)، المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (ENCG) الآن..
وفي سنة 1984 تبخّر حُلم التوظيف، أي أستاذ الرياضيات بالسلك الثاني (الثانوي التأهيلي الآن)، السلم العاشر..
اعتُقلت في 27 فبراير 1984 (السنة الثالثة بالمدرسة العليا للأساتذة)، وصدر في حقي حكمٌ ب15 سنة سجنا نافذا بتهمة "المؤامرة الغاية منها قلب النظام"..
تبخّر حُلم التوظيف وأحلامٌ كثيرة...
حصل ما حصل، وحصل فقد رفيقين، الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري..
حصل ما حصل، واضطرّ النظام لإطلاق سراحي يوم 16 غشت 1991، بعد معركة إضراب عن الطعام بطولية دامت لما يفوق ست سنوات..
اشتغلت مدرسا بالقطاع الخاص، وذُقت مرارة الاستغلال والاستنزاف..
اشتغلت بمكتبة صغيرة (مكتبة عزيز، الوحدة الخامسة)، وذُقت ألم المنافسة غير المتكافئة وغير الشريفة..
استمرت المعاناة حتى دجنبر 1995، حيث عُيّنت أستاذا بإعدادية جمال الدين الأفغاني بأغمات (مراكش الأم)..
حتى ذلك الحين، كنت أسمع بمباراة التخطيط؛ نعم مباراة التخطيط..
وعندما التحقت بالتدريس بإعدادية جمال الدين الأفغاني بأغمات، لم أترك أي فرصة تمر دون أن أسأل عن مباراة التخطيط..
ولأن وضعيتي لم تُسوّ بالشكل المطلوب كموقوف/مطرود لأسباب سياسية ونقابية، كان يلزمني قضاء أربع سنوات من الخدمة الفعلية. وذلك ما فرض علي انتظار سنة 2000..
ومباشرة بعد الإعلان عن المباراة، قدمت طلبي. وكنت محظوظا مرة أخرى بعد اجتياز اختباري الكتابي والشفهي بنجاح..
سنة 2002، عُينت بنيابة شفشاون؛ وتلك حكاية أخرى..
سنة 2008، التحقت (الحركة الانتقالية الوطنية) بنيابة الصخيرات تمارة، وهي أيضا حكاية أخرى..
سنة 2021، أُحلت على التقاعد حد السن (زائد سنة ونصف مع التمديد)..
واليوم 27 مارس 2023، يا لليوم، زُرت مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط من أجل الحصول على شهادة النجاح بسلك المستشارين في التوجيه، فوج 2000-2002؛ وذلك من أجل الاستفادة من تعويضات التكوين..
فبعد أكثر من 20 سنة لم نستفد بعد من حق التعويض المستحق عن التكوين..!!
هل قيمة درهم سنة 2002 هي نفسها قيمة درهم 2023 أو 2024؟
وهل فرص 2002 هي نفسها فرص اليوم أو غدا؟
أهناك عبث أكبر، بل أبشع من هذا العبث!!
يحدثوننا عن الحقوق والمطالب والمكاسب وشعارات أخرى...، ما موقع هذا الحق المشروع يا ترى من بين كل ذلك!!
موسى بنموسى، وعلى طريق رفاق بنموسى السابقين، فوق أعناقنا أمام الملأ والى أجل غير مُسمى...
إنها مؤشّرات سلبية دالة لمن يعتبر..
انتبهوا يا من ينتظرون الوعود...
0 تعليقات المدونة
