في عز الأزمة الطاحنة التي تضرب كيان الرأسمالية في العمق، يزداد تهافت حفنة من البرجوازية نحو مراكمة الثروات و الرساميل.
إذ إلى جانب البؤس الأكثر فظاعة و المعاناة التي يعيشها ملايير العمال و الفلاحين الفقراء و الكادحين، هناك عربدة لا نظير لها لكسب المال من طرف البرجوازية. فوفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات (نشرة صدرت قبل حوالي الشهر) ، فإن أغنى 10 أشخاص في العالم (10 فقط)، يسيطرون على جزء مهم من الاقتصاد العالمي و تفوق ثروتهم (فقط الرسمية، أي المُعلنة) 1 تريليون دولار. أي ما يوازي الناتج المحلي الإجمالي السنوي لبلد بحجم إسبانيا ، و يفوق ناتج هولندا ، و بلدين مجتمعين مثل النرويج و السويد.
انه الجوهر الاستغلالي الملازم للرأسمالية كما كشفه العظيم كارل ماركس. فالقانون الاقتصادي الاساسي للرأسمالية هو اغناء البرجوازية على الدوام و الى ما لا نهاية. و هو ما يولد في الجهة الأخرى الفقر و البؤس و شتى أشكال المعاناة (الاستقطاب). فشروط حياة العمال و الفقراء عموما لابد أن تتفاقم كلما تراكم الرأسمال.
و هذا القانون، هو الذي "يُوجِد ارتباطا ضروريا بين تراكم الرأسمال و تراكم البؤس، بحيث أن تراكم الغنى في أحد القطبين يعني أيضا تراكم الفقر و الألم و الجهل و البلادة و الانحطاط و العبودية في القطب المقابل، في أواسط الطبقة التي تنتج الرأسمال بالذات" (ماركس، كتاب رأس المال)…
ان فعل القانون العام للتراكم الرأسمالي (ماركس) يؤدي حتماً الى الاستقطاب، و الى حتمية التناحرات الطبقية و التي تحتدم اكثر فاكثر مع تطور المجتمع الرأسمالي، و يصبح معها المستثمِرون مستعدين لاقتراف ايّة جرائم ، مهما كان نوعها، من اجل المزيد من الارباح و الرساميل، مما يُحتم ضرورة النضال الطبقي كطريق لا مناص منه ل الثورة على مجتمع الاستغلال و التناقضات الطبقية…
Camarde Ml 24/3/2023