06‏/04‏/2023

المعتقل السياسي عزالدين اباسيدي//وقفة نضالية من داخل المعتقل، في ذكرى يوم الأرض : 30 مارس 1976

 


السجن المحلي بصفرو بتاريخ: 03/04/2023

المعتقل السياسي عزالدين اباسيدي

رقم الاعتقال: 58140

وقفة نضالية من داخل المعتقل، في ذكرى يوم الأرض : 30 مارس 1976

ما دامت القضية الفلسطينية هي المقياس المحدد في الحكم على الأشخاص والجماعات، وعلى مختلف المواقف والقراءات، فهي أيضا امتحانا حقيقيا للمناضل في زمن المد والجزر، القوة والضعف، والتقدم والتراجع، ثم كذلك لسلامة الخط السياسي والإيديولوجي والبرنامج النضالي. إن تبني الموقف من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية والإلتزام بترجمته نظريا وعمليا، خصوصا في زمن هرولة الأنظمة الرجعية العميلة، ومن بينها طبعا النظام القائم بالمغرب باعتباره نظامًا لا وطنيا لا ديموقراطيا لا شعبيا، إلى الترسيم العلني، وبشكل سافر، لما يسمى موضة التطبيع (مؤتمرات الخيانة والإستسلام والتفاوض والمتجارة والبيع) لكل العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين. والمسؤول الأول عن كل الجرائم التصفوية ضد الشعب الفلسطيني والمشرعنة من طرف الإمبريالية والرجعية وأدواتهما المختلفة من أحزاب إصلاحية ورجعية وجمعيات ووسائل إعلامية. وباعتبار وحدة العدو بالنسبة لكل شعوب المنطقة وكذلك كل الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق، فإن التبني الفعلي والالتزام المبدئي بالقضية الفلسطينية يقتضي مواجهة هذا العدو وفضحه والتصدي لكل الطروحات المستسلمة والمهادنة تجاهه. وهذا هو أحسن دفاع عن القضية الفلسطينة كما أكد ذلك جورج حبش ذات حين. ويعتبر التعاطي من هذا النوع أرقى تعبير عن تبني القضية باعتبارها رأس رمح ثورة حركات التحرر الوطني من خلال قيادتها الثورية، خصوصا بعد أن تأكد بالملموس عجز مشروع البورجوازية الصغيرة في قيادة حركة التحرر الوطني؛ وهزيمة 1967 لخير دليل عن هذا الإفلاس التاريخي.

إن خروج الشعب الفلسطيني يوم 30 مارس 1976 في جل المدن الفلسطينية وبالأخص في الأراضي المحتلة لعام 1948 (الجليل، خان يونس، كفر الشيخ، يافا، حيفا) وإعلانه مواجهة سياسة التهجير واغتصاب الأرض وإجلاء الفلسطينيين وابعادهم عن أرضهم، عازمين بذلك عن تقرير مصيرهم بأيديهم، من خلال تبنيهم لأشكال نوعية وثورية في المقاومة كحل وحيد وأوحد لتحريركامل أرض فلسطين.

وباعتبار أرض فلسطين هي أكثر من أرض، وأكبر من جيل، وأعتى من جيوش تتصادم، ينتصر فيها جيش وينهزم آخر. 

إذ أن أرض فلسطين لا تتوقف في حدود من ينهزم أو من هو أكثر مكرا، حتى وإن تدخل الأقوياء لتغيير مجرى الأحداث. 

لأن حركة الحياة، وقوة تدفق مسار التاريخ من جهة وعتو الجغرافية من جهة أخرى تجعل كل ذلك مستحيلا كاستحالة من يحاول عبثا التحكم في الشمس أو التحكم في زمن المد والجز ومواعيد الليل والنهار ويغير المعادلات ويصحح المسارات.

إن الأمر الواقع المستند إلى القوة الغاشمة، لا يشكل قانونا رياضيا أو أزليا، كما لا يمكن أن يقاس على ضوء الوضع الراهن وحده أو كنتيجة له، لأن قوانين الحياة هي في تبدل وتغير مستمر، وقد يكون المخاض طويلا وعسيرا، لكن لا بد من ولادة جديدة وبصيغ وأشكال جديدة. فقد مرت عقود طويلة على نكبة 1948 وعلى المؤتمرات والإتفاقيات الخيانية (والمستمرة حتى الآن) وعلى مختلف الهزائم. لكن الأثار المترتبة عنها باقية وستبقى تتفاعل وتؤثر إلى أن يتم الحسم بالوصول إلى حلول تاريخية منسجمة وطبيعة القضية، وبعيدة عن صفقات الظلام والسمسرة والمتاجرة. لأن منطق القوة لا يمكن أن يديم الأمر الواقع، ما دام فعل الانسان منسجم مع الحركة الكلية للأشياء ومع مختلف الظواهر والعمليات الجارية وقوانينها الفاعلة، والتي ستكسر منطق الآلية والتكرار الذي لا يؤدي إلى أي نتيجة.

لقد أكدت مختلف الأحداث أن أهم التحديات والتي تؤدي إلى مقتل، هي اعتبار الحقيقة الجزئية حقيقة كلية. واعتبار لحظة بمفردها تلخيصا للزمن ونفيا للصيرورة؛ حيث يتم الاعتماد على عنصر واحد لقراءة التطور وتحديد اتجاهه. ولأن الحياة لا تعرف التوقف والثبات، بما أنها شديدة الحركة والتنوع، فإن الهموم والمشاكل والتحديات والطموحات وأيضا الرغبات والأحلام تظل تفعل وتحرك وتغير كما تظل تدفع الى البحث للوصول إلى حل أكثر عدلا، ملبية في ذلك منطق الوقائع والحقائق المادية.

وأخيرا وبما أن المناسبة شرط تخليد ذكرى يوم الأرض باعتبارها إعلانا لرفض سياسة التهجير والإجلاء والغصب، والإقتلاع من الأرض، وضد الإستعمار والإستيطان المفروض بقوة السلاح والقتل، وضد كل أنواع الإجرام. فهي تشكل بالمناسبة إعلانا للمقاومة والثورة ضد الكيان الصهيوني العنصري من طرف الشعب الفلسطيني. 

وكل ذلك يشكل دليلا ونبراسا للصمود والإستمرار للشعب المغربي عامة لكي يشق طريق تحرره وانعتاقه. وكذلك هو الحال بالنسبة للفلاحين الفقراء والمعدمين الذين اغتصبت أراضيهم خلال حقبة الاستعمار المباشر، ثم فوتت من جديد مع صفقة الإستقلال المزعوم إلى الخونة وعملاء الإستعمار والمعمرين الجدد.

ومعركة فلاحي زاوية سيدي بنعيسى إذ تندرج داخل هذا الإطار، بما أنها معركة ضد اقتلاعهم من أرضهم وتهجيرهم، باستخدام الماء كسلاح ضدهم لتبويرهم وتسهيل الإجهاز على أراضيهم وثرواتهم من طرف لوبي الملاكين العقاريين وبقايا الإقطاع ولوبي الفساد السياسي والإنتخابي.

وبهذه المناسبة :

-  المجد والخلود لشهداء الثورة الفلسطينية وتحية لكل معتقلي وأسرى الشعب الفلسطيني البطل.

-   المجد والخلود لشهداء القضية الفلسطينية بالمغرب: زبيدة خليفة، عادل الأجراوي، عبد الرزاق الگاديري ولكل شهداء الشعب المغربي.

-   الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.

- أعلن كمعتقل سياسي على خلفية معركة الفلاحين الفقراء بزاوية سيدي بنعيسى، التبني الكامل للحل الجذري الذي يلتف حوله الفلاحون والمتمثل في:

       + بناء مجرى مائي خاص بهم.

       + التقسيم، وتمتعهم بحقهم الشرعي والمشروع في مياه السقي.

       + الإستجابة الفورية لكل المطالب الواردة في الملف المطلبي الذي صاغه الفلاحون.

-  إدانتي للمحاكمة الصورية التي طالتني على خلفية تهم ملفقة وباطلة هدفها تجريم الممارسة السياسية للمناضل، وإخفاء الجوهر السياسي للمحاكمة والتي لا زالت أطوارها مستمرة لحدود الآن. وكمحاولة بئيسة للقضاء على المعركة والقضية.

-  تحية لكل المناضلين والمناضلات وإلى كل الهيئات والإطارات الداعمة والمناضلة بجانب الفلاحين وعائلاتهم.

-  تحية لهيئة الدفاع التي آزرتني ولا زالت.

-   أعلن عن استعدادي الدائم للدفاع عن مطالب العمال والفلاحين والإنخراط في كافة معارك الشعب المغربي ضد كل أشكال الظلم والإستغلال والإضطهاد.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق