05‏/07‏/2023

حسن العبودي // جنين المقاومة الجل ضدها


جنين تحترق.. جنين تقاوم.. جنين هي كل رقعة فلسطينية،.. اليوم جنين هي البندقية،.. 

جنين هي مقا ومة لا تقبل الانتظار، لا تقبل الاستسلام،.. جنين هي التحدي.. 

جنين شعب يستبسل في الميدان امام اكبر تحالف اجرامي على هذا الكوكب، الصهيونية المدعومة من الامبريالية والانظمة الرجعية في المنطقة.. 

هكذا هو الشعب الفلسطيني. 

اليوم جنين تقول بالجهر ما حك جلدك إلا ظفرك. 

فلا تنتظر العون والفرج في زمن التطبيع على المكشوف، و"التنسيق الامني"، و"التفاهمات الامنية"/"الحلال المقدس"، وموت الأحزاب، وفساد النقابات، وجمعيات الصفقات وقيادات فصائلية جلها تحولت لشركات ربحية.. لذا جنين تقول لنا لا تولوا ظهركم، اليوم وغدا، سوى لشعوبكم..

المق ا ومة في جنين اليوم ترفع من خسائر العدو وترغم نتنياهو ورئيس اركان جيشه الارهابي لمتابعة المعركة في الميدان. وما يبدو لحدود الآن من خلال تطورات الوضع أن المرتزقة وسماسرة القضية وأموال قطر لم تجد منفذا لتقدمه كمخرج للعدو.

كما أن جنين اليوم تحرج/تعري، وتفضح أصحاب "التفاهمات الامنية" وقياداتها في كل من قطر وتركيا، لتتقمص خطاب الانظمة العربية الرجعية وهي تشعر من غزة ب"القلق مما يحدث" في جنين و"تطالب الأطراف لضبط النفس"،.. فتقول لنا هذه هي حماس في معركة جنين.. أما أغلب الفصائل الفلسطينية، في شخص قادتها، فقدوا البوصلة وتحولوا لبرصويين يحصون أرباحهم من كل صفقة..

أما هنا، يا جنين/يا فلسطين، تناسينا الخروج بالملايين للتضامن والتنديد، تناسينا دماء انتفاضة 20 يناير 1988.. تناسينا عهد من انتصبوا شهداء في الدفاع على قضيتنا الوطنية، القضية الفلسطينية، كرينة وزبيدة وعادل والكاديري.. فقد صرنا عاجزين عن الدفاع حتى على لقمة العيش.. فحتى الغضب والصراخ والشعارات الثورية والكلام الكثير الذي لم يغير في سياسات الأمر الواقع المفروض شيئا تم قتله ولا نحتفظ أليوم سوى على نضال بالهشتاغ وبالسلفيات والعناقات أمام قبة البرلمان وبعض بيانات الإدانة والتنديد للحليف اليساري للجيش المنزوع الانياب، "جماعة العدل والاحسان"، المنشغل بموضوع "كيف نحافظ على معاني الحج".   

إن فلسطين المقا ومة فعلا خارج قواعد الضبط لا أحد يريدها.

فلسطين الجل ضدها، بمن يتظاهر وبمن يندد وبمن يدين،.. بجنود الله، وجنود الاحسان، وبالاصلاحيين، والقوميين، و"الديموقراطيين"، بمن يتحدثون عن الصهيونية وعن إجرام "إسرائيل" وعن الاحتلال وعن المقدسات، وعن القدس.. بمن يسبون ويشتمون..  

فلسطين لا يريدونها مقا ومة.. لأن المقا ومة تعري شعاراتهم وخطاباتهم وتكشف حقيقتهم..  

إن التضامن مع جنين، مع المقا ومة الفلسطينية، اليوم وغدا، لن يستقيم إذا لم نستنهض مقاومة شعبية تقاوم هجوم النظام العميل.. إذا لم نقطع مع كل المطبعين، ومع كل الرجعيين، مع كل الشوفنيين، مع الظلاميين،.. مع جمعياتهم، مع التنسيق معهم.. وهذا هو الطريق الصحيح في ظل كل هذه التناقضات التي اوصلتنا للحضيض.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق