قيثارة لازالت تغني وكلمات رنينها لازال اصداءه يرعب الفاشية عبر العالم..
كل يوم فيه للشعوب ذكرى، وكل ذكرى تفجر ألوان الحياة على شجرة التاريخ،..
كل يوم، تنفجر، الوان اكثر نصاعة، هنا وهناك، على هذه الارض، كوكبنا الجميل، حيث الإنسان يقاتل من أجل كرامة الانسانية، ألوان جميلة من أجل فجر يستيقظ فيه الاطفال على جمال الحقيقة، لا صور الخداع.. وهذا هو الأمل الذي جذوره قوية، جذور صمدت عبر الزمان.
لذا على ذكريات المآسي ينبت الامل.
واليوم هو ذكرى أليمة ذكرى مجازر مخيم صبرا وشاتيلا، وذكرى اغتيال المغني والشاعر والأستاذ والمسرحي التشيلي من طرف نظام بينوشي الفاشي.
اغتيل فيكتور خارا لان صوته كان نيران "البنادق"،، وقيثارته شكلت تهديدا لحماة الديكتاتورية.
اغتيل، يوم 16 سبتمبر 1973، بعد ان احتجز في ملعب التشيلي لمدة خمسة أيام دون ماء، دون طعام، هو ومجموعة من الطلاب المعارضين. كسروا أصابعه وطلبوا منه أن يغني ولم ينحني لحظة واحدة حسب ما أفاد رفاقه الناجون، الذين انقذوا لاحقا. بل وقف وغنى اغنيته الاخيرة "سننتصر"، وكما جاء في مذكرة زوجته، كتب قصيدته الاخيرة التي هربت في حداء أحد المعتقلين.
حيث قال فيها:
"عيوننا تحدق إلى الموت
أنا أعيش لحظات لانهائية
حيث الصمت والصراخ صدى غنائي"
انهار نظام بينوشي وانتصرت فعلا كلمات خارا.. "سننتصر"
وهذه كلمات اغنية من أغانيه الثورية الجميلة
أنا لا أغنّي لمجرّد الغناء
ولا لأنّني أمتلك صوتاً جميلاً
أغنّي لأن قيثارتي تمتلك إحساساً ومنطقاً:
قلب الأرض، وأجنحة حمامة.
كالماء المقدّس: تبارك الأحزان والأمجاد.
هكذا يصبح لأغنيتي رسالة،
كما فيوليتا بارّا* ستقول:
القيثارات العاملة، برائحة الربيع.
هذه ليست قيثارة الأغنياء، أو ما يشبههم:
أغنيتي من سقّالات العمّال، التي ستصل للنجوم.
يصبح الغناء منطقيّاً
عندما ينبض في عروق الذين سيموتون وهم يغنّون:
الحقائق، وليس المداهنات العابرة،
أو لشهرة أجنبيّة.
يغنّي فقط من قبره، حتّى أعماق الأرض.
هكذا تصل الأغنية للناس كلّهم،
وهكذا يبدأ كلّ شيء:
الأغنية التي تم غناؤها بشجاعة،
ستبقى دوماً أغنية جديدة.
فيكتوريا بارا: هي شاعرة تشيلية عملاقة ومؤسسة الموسيقى الشعبية ببلدها