10‏/04‏/2019

حمان الأطلسي // لاعبو النرد، "تجار العمل النقابي والسياسي"

كما كان متوقعا من النظام وأذنابه، تجار العمل النقابي، أسدل الستار عن
الخطوة/الذبحة الأولى لمعركة الأساتذة "الذين فرض عليهم التعاقد"، وذلك ب"توريط" النقابات للعب دور الإطفائي/الوسيط بينها وبين معركة الأساتذة. مقترح الوزارة ملغوم كل اللغم وظاهر، بل مفضوح كل الفضح. ومن يرى غير ذلك، فعيونه عيون النظام وعيون أذناب النظام. إنه الفتات المقدم على طاولة عشاء مهترئة مملوءة بمآسي ودماء بنات وأبناء الشعب المقهورين. 
قبلا وبعدا، ما معنى دور الوسيط في العمل النقابي؟ 
ألا تعتبر هذه الفئة/الشريحة من الشغيلة جزء لا يتجزأ من القواعد المشكلة للإطارات النقابية؟ 
أليست النقابات معنية بالقضية، أكثر من الأساتذة؟ 
طبعا، ومبدئيا، المطلب جزء لا يتجزأ من مطالب الشغيلة التعليمية خاصة، والشعب المغربي عامة. وليس لأي أحد الحق وتحت أي مبرر التفريط في هذا الحق. لأنه تعبير عن تحصين ما تبقى للشعب من مكتسبات منتزعة بالتضحيات الجسيمة... 
فبدل "استثمار" الظرفية السياسية الراهنة والشروط الموضوعية، إقليميا ووطنيا للهجوم وانتزاع المزيد من المكتسبات وتحقيق المطالب، نجد بالمقابل "الزعماء" يتهربون وبطرق سلسة ولا أخلاقية (لباقة مصطنعة) قل نظيرها من المسؤولية.. نلخصها بالسم في العسل ، إن الإعلان عن دور الوساطة (وبكل وقاحة) هو إعلان مكشوف بكون المطلب لا يعنيها من قريب أو بعيد، بل فرض عليها (كما فرض التعاقد والتقاعد) أمام حجم التضحيات والخطوات التي أنجزت... 
إن أسلوب رمي الكرة الى ملعب الأساتذة المضربين دون تحديد أفق المساهمة والدفع بالمعركة الى الأمام وإيجاد خطة نضالية تتبنى القضية عمليا وضمنيا، هو طعن في الخلف في أحلك ظروف المعركة. فزمنيا، لم يتبق في عمر الموسم الدراسي سوى أيام معدودة (واقعيا وليس على الورق)؛ هذا إذا أضفنا الضغط الذي مارسته الوزارة عبر أكاديمياتها الجهوية ومديرياتها الإقليمية وعملائها من بعض المديرين على نفسية وجيوب القواعد المنخرطة في المعركة. 
ومن جانب آخر، تمتلك الشغيلة التعليمية أوراق ضغط ترتبط بمسار الموسم الدراسي ككل وبالامتحانات الإشهادية، هذا إن لم نستحضر ضرورة الضغط الميداني في الساحات والشوارع. لكن هذه الأوراق قد حذفتها النقابات من قواميسها المنسية، بل وأحرقتها حين أعلنت أنها وسيط "روحي" يسعى للسلم والسلام (الانبطاح) من أجل فتات لا يرقى حتي الى حجم الإجهاز الذي طال جيوب الموظفين والموظفات. 
إن القيادات النقابية، وبدون استثناء، تلعب لعبة النرد؛ ترميه متى شاءت في ملعب من شاءت. 
سنقولها مجددا وبكل مسؤولية: لا ثقة في النظام ولا في القيادات البيروقراطية. لا ثقة في الحوار النابع منهما... 
فلا لغة تستحق الثناء غير لغة المقاومة والصمود...
والخزي للخونة ولمصطادي الفتات..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق